أقوام العرب البائدة.. كيف أهلك الله قوم ثمود؟
أميرة جادو
تعد أقوام العرب البائدة هم أقدم فئة من العرب أي أنهم هم اصل العرب، ومنهم قوم ثمود، حيث عذبهم وأهلكهم الله -تعالى- بصاعقةٍ نزلت عليهم، فأهلكتهم عن بكرة أبيهم، وذلك بعد أن كذّبوا بدعوة نبيّهم صالح -عليه السّلام، قال الله -تعالى- في سورة فصلت: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، وذلك لأنّهم اقترفوا ذنوباً وكبائر عظيمة، وعصَوا نبي الله.
عذاب قوم ثمود
وقد ورد ذكر عذابهم في آيات أخرى من القرآن الكريم، فقال الله -تعالى- فيهم: (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِالطَّاغِيَةِ)، وقد تباينت أقوال العلماء والمفسّرين في تفسيرهم لكلمة الطاغية على النحو الآتي:
ويقصد بالطّاغية أنّها تجاوزت الحدّ، أي إنّ الله -تعالى- أرسل عليهم صيحة شديدة القوّة، وقيل إنّ الله -تعالى- أرسل عليهم رجفة تجاوزت حدّها. إنّ المقصود بالطّاغية أنّ الله -تعالى- أهلكهم بسبب طغيانهم واقترافهم الذنوب.
والمقصود بالطّاغية هم الجماعة الّذين عصَوا أمر الرسول من قوم ثمود، وهم الذين تآمروا على عقر الناقة وخطّطوا لها، فيكون مراد الله -تعالى- من الآية أنّه أهلك قوم ثمود بسبب طواغيتهم وأفعالهم الشنيعة.
وقد يقصد بـ “الطاغية” الشخص الذي أقدم على قتل الناقة، ولكنّ اللّفظ أطلق عليهم جميعهم؛ وذلك لأنّهم أقرّوا عليه فعله وارتضوه.
سبب عذاب ثمود قوم النبي صالح
طلب ثمود من نبيّهم صالح -عليه السّلام- آية ومعجزة؛ تكون دليلاً على صدقه، فأخرج الله -تعالى- لهم ناقة عظيمة من الصخر، وأمرهم نبيّهم أن لا يمسّوها بسوء، وأن يتركوها تأكل وتشرب، وقد حدّد الله -تعالى- لهم يوم تشرب منه الناقة وما تبقّى من أيام يكون لهم.
قال الله -تعالى-: (هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ)، ولكنّهم لم يؤمنوا، وأرادوا أن يجعلوا الماء لهم فقط في الأيام كلّها، فجعلوا يتآمرون فيما بينهم، واجتمع تسعة أفراد منهم وترصّدوا للنّاقة فعقروها، فاستحقّوا العذاب الساحق من الله، قال الله -تعالى-: (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا).
معلومات عن ثمود قوم النبي صالح
هم أقوام من العرب البائدة، ويرجع نسبهم إلى سام بن نوح -عليه السّلام-، وقد سكنوا شبه الجزيرة العربيّة، وسُمّوا بذلك؛ لقلّة الماء عندهم، ونسبة إلى رجلٍ عزيز منهم يُدعى بهذا الاسم، وقد سَكَنوا في وادي القرى، وامتدّوا نحو الساحل وأطراف بلاد الشام، وقد كانوا يتميّزون بطول أعمارهم، وعظمة أجسادهم، وقوة بنيتهم الجسديّة، ولذلك قاموا بنحت الجبال، وتحويلها إلى بيوت فارهة