من هم الشعوب السامية وأين موطنهم؟.. وهذا سبب تسميتهم
أميرة جادو
تعتبر الفترة الزمنية التي ظهر فيها الساميون مجهولة، حيث لم يتم التوصل إلى أي عصر أو فترة زمنية عاشوا بها، ومدة وجودهم وكم مر عليها، ولكن من المعروف أنهم كانوا من أقدم الشعوب التاريخية، وكان أول ظهور لمصطلح الساميين في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، حيث كانوا يشتهرون قبل ذلك بالشعوب الشرقية.
سبب التسمية
ويعود سبب تسميتهم، إلى سام ابن النبي نوح -عليه السلام- وقد أطلقت هذه العبارة على مجموعة من الشعوب، الذين عاشوا في منطقة الشرق الأوسط، تحديداً في الشام والجزيرة العربية وبلاد الرافدين، وهذا الاسم لا يدلّ على أن الساميين هم أمّة مجتمعة لهم دولة واحدة، ولهم كيان واحد مشترك.
وهناك ما يجمع بين هذه الشعوب وبعضها، وهو تقاربهم في اللغة، حيث يمكن القول: إن هذه الشعوب يوماً ما كانت لها لغة واحدة، وتفرعت عنها لهجات عديدة، ثم تطورت هذه اللهجات مع الزمن، فتحولت إلى لغاتٍ، وبقيت هذه اللغات المتعددة تشترك بسماتٍ لغويةٍ واحدةٍ.
مواصفات العرق السامي
لا يمكن وصفهم بمواصفاتٍ معينة؛ لأن الساميين لأنهم من أقدم الشعوب تاريخيًا، حيث اختلفت الآراء حول أوصافهم من زمن إلى الأخر، كما تسببت الجغرافيا والتباعد بين القارات في اختلاف صفات وخصائص الشعوب، ويمكن تقسيم هذه المواصفات على فترتين، وهما:
الفترة الأولى للساميين
واتسم الساميون خلالها بعدة مواصفات، ومنها:
اتصفوا بالبداوة
اشتهروا بالحياة البدوية وذلك في الحقبة التاريخية الأقدم للسامية، حيث عاشوا في البيئة الصحراوية، التي تضمّ مناطق شاسعة، والتي جعلت من البدو الرحل ومهنتهم الأساسية هي الرعي، ورعي الأغنام هو الأشهر، وكان الجمل هو المركوب السائد عند العرب.
نظام الأسرة الممتدة المتماسكة
وفيه يعتبر الأب هو رأس الهرم، حيث يعتمد على الذكورية، فالرجل هو صاحب الرأي والشورى، وهو الذي يحكم، وهو الذي يستولي على سائر الميراث، دون إعطاء أيّ نصيبٍ للمرأة.
الإيمان والتدين
ومنهم من أتبع دين التوحيد الذي أتى به الأنبياء، وبعضهم اتبع الشرك في بعض الفترات، والذي اعتمد على مبدأ عبادة الأوثان في كثير من الأزمنة مع الإيمان بتعدد الآلهة.
ممارسة الشعائر الدينية
مثل تقريب القرابين للآلهة، والذبائح التي كانوا يذبحونها لآلهتهم.
الفترة المتقدمة للساميين
واتسموا خلالها بعدة مواصفات، وهي:
- في المراحل المتطورة أهتموا بالحفاظ على هذا التراث مثل؛ التمسك بالأوثان وذبح القرابين لها.
- ظهور نزعة التحرر الفردي، والملكية الفردية، بحيث يكون الفرد قادراً على التملك خارج نطاق الجماعة.
- بروز الاختلاف والتفاوت الاجتماعي، وظهور الطبقية بين أفراد المجتمع السامي.
- ظهور طبقة الاستقراطيين؛ أملتها ظروف الحياة الجديدة، بسبب تقدم الساميين.
- انتشار نظم اقتصادية جديدة، خلافاً لما كانت عليه من الطرق البدائية البسيطة، فقد عرفوا التجارة، واحترفوها، وطوروا من نظمها.
- ظهور الملاحة البحرية، وربما يكونوا هم أول من ركب البحر، واستخدمه للتجارة، ونقل السلع.
- بروز الآداب والفنون التي اتسمت في مواضيعها بالنظرة الإنسانية، التي شملت تنوع فنون الأدب، تبعاً لتنوع مناحي الحياة.
- ظهور الكهنوت، ورجال الدين والسدنة، وطبقة رجال الدين، كما تطورت العبادات، والعقائد.
- القدرة على الامتزاج، والتعاطي مع الشعوب الأخرى.
الشعوب السامية القديمة وموطنها الأصلي
هم عرب الجزيرة، وينقسمون إلى عرب الشمال، وعرب الجنوب، علاوة على الآشوريين، والبابليين والآراميين، الذين عاشوا في بلاد الرافدين في حقباتٍ زمنيةٍ متفاوتةٍ.
والكنعانيين، والفينيقيين، والعموريين، والمؤابيين، والأدوميين، والعمونيين، والعبرانيين، وهؤلاء عاشوا في دويلات بلاد الشام في فتراتٍ زمنيةٍ مختلفةٍ، ويمكن إلحاق بعض الأجزاء من قارة أفريقيا، كالصومال، وإثيوبيا بهم.
ويمكن تقسيم هذه الشعوب السامية من ناحية تواجدها الجغرافي إلى قسمين، هما:
- شمالية: وتنقسم الشمالية إلى قسمين:
- شرقية: وتشمل اللغات التالية؛ اللغة الآكدية، والبابلية والأشورية.
- غربية: تشمل اللغات التالية؛ اللغة الأوجريتية، والكنعانية؛ والتي تشمل؛ الفينيقية والعبرية والمؤابية ثم الآرامية.
- جنوبية: وهي العربية الفصحى، وجنوبية؛ لغة بلاد اليمن، ثم الحبشية.
ويرى كثير من الباحثين أن موطنهم، كان في الحقبة التاريخية القديمة، هو جزيرة العرب، ومن ثم الشام، وبلاد الرافدين، ولكن تعددت آرائهم في موطنهم في الحقب السابقة لحقبة الجزيرة العربية على أقوال، وهي كما يأتي:
- منشأ اللغات السامية في إفريقيا، إما في شمال إفريقيا، أو ناحية الصومال، ثم هاجروا إلى جزيرة العرب.
- منشأ هذه اللغات في أواسط آسيا، أو أرمينية.
- شمال سوريا.
- بلاد ما بين النهرين.