قبائل و عائلات
قبيلة العقيليون.. (الجزء الثاني)
كتب – حاتم عبدالهادى
يقول نعوم شقير: “أما دركات القبائل على طريق العريش فهي العيايدة من القنطرة إلى تل حبوة. فالمساعيد إلى بر الدويدار. فالأخارسة إلى بئر النصف. فالعقايلة و بلي البرودة و أولاد على إلى سبخة قطية”.
هذا و لقد اشترك العقايلة فى حماية درك (درب) الحج المصري القديم بسيناء. وكانوا يقدمون الإبل لمحمل المصري لحمل الحجاج القادمين من مصر و فلسطين و الدول العربية الأخري لزيارة بيت الله الحرام. عن طريق درب الحج فى سيناء وكانوا يقدمون الإبل مقابل أجر معلوم تقدره الحكومة المصرية لهم مقابل تقديم الإبل للحجاج. و توفير الحماية لهم ومما ذكره نعوم بك شقير في ذلك قوله: “كان عرب العائذ يلتزمون تقديم الإبل للمحمل المصري. فلما تحضروا التزمها سائر عرب الشرقية و القليوبية على التناوب. فسنة يلتزمها عرب القليوبية وهم: الحويطات ، وبلي، والصوالحة ، وجهينة ، والعليقات، والعيايدة. وسنة يلتزمها عرب الشرقية وهم: النفيعات، والسماعنة ، والطميلات ، والسعديين ، والعقايلة والمساعيد، والبياضية، وأولادعلى ، والأخارسة. وكان كل فريق يقدم فى السنة من 400 : 500 جمل”.
ولقد جاء ذكر العقايلة أو العقيلات أو العقيليين – وكلها تسميات واحدة للعقايلة – فى سجل الوثائق الشرعية بالأردن. وفى سجلات المحاكم الشرعية لمحافظة معان. كما جاء ذكرهم بمركز الوثائق والمخطوطات الخاصة بالرحلة الحجازية لمحمد السنوسي المؤرخ. وفي كتاب خير الدين الزركلى “عامان فى عمان” .
كما جاء ذكر العقيلات فى كتاب “عشائر معان” لسعد أبو ديه الفناطسة. وفي كتاب تاريخ شرق الأردن وقبائلة لفريدرك بيك. وكل هذه الكتب و غيرها تؤكد أن العقايلة و معهم التلاهنة – من عقيل. والعقيليون من جذام من كهلان، وهم أقدم سكان معان. وهم – كما يقول سعد أبو دية : جماعة التلاهنة. حيث كان يرتبط لقب ( التلهونى ) بالعقايلة. كما ينقسم العقايلة إلى: عرار ( عيال سليمان ) ، التلاهنة.
العقايلة في كتب التاريخ القديمة
هذا و لقد ذكر الرحالة العربي ابن بطوطة بأن العقايلة قد قطنوا منطقة قاطية بسيناء ( 1304 م – 1377 م ) يقول عن تلك الرحلة: “نزلنا منازل الرمال بسيناء فى السوادة ، والورادة ، والمطيب ، والعريش ، والخروبة. وبكل منزل فندق وهم يسمونه الخان، ينزله المسافرون بدوابهم. وبخارج كل خان ساقية للسبيل وحانوت يشترى منه المسافر ما يحتاج إليه لنفسه ولدابته ومن منازلها – منازل سيناء –. قاطيا المشهورة ، أو – قاطية -والناس يبدلون ألفها هاء تأنيث. وبها تؤخذ الزكاة من التجار ، وتفتش أمتعتهم ويبحث عما لديهم أشد البحث. وفيها الدواوين والعمال والكتاب والشهود ومجباها فى كل يوم ألف دينار من الذهب. ولا يجوز عليها أحد من الشام إلا ببراءة من مصر ، ولا الى مصر إلا ببراءة من الشام. وطريقها فى ضمان العرب و قد وكلوا بحفظه. فإذا كان الليل مسحوا على الرمل لا يبقي به أثر ثم يؤتى الأمير صباحاً فينظر إلى الرمل فان وجد به أثراً طالب العرب. بإحضار مؤثرة فيذهبون فى طلبه، فلا يفوتهم فيأتون به الأمير فيعاقبه بما شاء”.