عادات و تقاليد

تعكس حياة البادية..  تعرف على أشهر عادات وأكلات بدو مطروح في شهر رمضان

أميرة جادو

يلتزم بدو مطروح بالعديد من العادات والتقاليد التي تعكس حياة الصحراء وطبيعة البيئة التي يعيشون فيها، إلا أن الوضع في شهر رمضان مختلف تمامًا، حيث يتميز شهر رمضان بطابع خاص وعادات خاصة بين بدو مطروح من لحظة استطلاع الهلال حتى نهاية الشهر المبارك، حيث احتفظ بدو مطروح بهوية المجتمع البدوي وعاداته وتقاليده وطقوسه الخاصة.

استطلاع الهلال

في البداية، يوضح حمد شعيب، الباحث في تراث البادية، عادات أهالي مطروح خلال شهر رمضان، تبدأ الطقوس الرمضانية برؤية الهلال، فبرغم من تقدم وسائل الاستطلاع والاتصال الحديثة المستخدمة، يحرص البدو على استطلاع الهلال بأنفسهم، فهي من أبرز العادات المتوارثة منذ الفتح الإسلامي، حيث تخرج مجموعة من أهل الثقة والمشهود لهم بحدة البصر إلى مكان مرتفع لاستطلاع الهلال، ويظل أهالي المنطقة يترقبون إشارة رؤية الهلال، وعند رؤيته يشعلون ناراً عالية ليعلم بدو المنطقة والمناطق المجاورة بثبوت رؤية هلال شهر رمضان، مضيفًا ثم يأتي دور إحدى عجائز النجع (كبيرة النجع) غالباً ما تكون زوجة شيخ القبيلة، والتي تقوم بجمع 30 حبة من الحصى لعد الأيام التي تنقضي من الشهر الكريم وإحصاء ما تبقى منه، حتى استطلاع هلال عيد الفطر بالطريقة نفسها.

استعدادات رمضان

وأشار الباحث، إلى أن التجهيزات للشهر المبارك تبدأ قبل قدومه، حيث تقوم النساء بإعداد “القديد” بسبب عدم وجود كهرباء أو ثلاجات لدى معظم أهل الصحراء ، حيث تذبح كل عائلة شاة من قطيعها ويوضع الملح على لحمها وينشر في الشمس لفترات طويلة، ليكون خزين الشهر من اللحوم وكذلك تخزين ” الرُب” الذى يصنع من التمر وهو يشبه العسل الأسود في الشكل والطعم.

أوقات الطعام عند البدو

أما عن النظام الغذائي عند بدو مطروح خلال الأيام العادية، يتناولون 5 وجبات، هي الإفطار الخفيف والضحوية، وهى الإفطار الأساسي وقت الضحى، ووجبة الغداء وقت الظهر، ووجبة العصور وقت العصر، وأخيرًا وجبة العشاء، ولكن يختلف هذا النظام تمامًا خلال شهر رمضان، حيث فيتناولون 3 وجبات الأولى وقت الإفطار يتناولون فيها التمر واللبن الحامض القريب من اللبن الرائب من حيث القوام والماء، ثم يذهبون لصلاة القيام، التي يؤكد شعيب أنه لا يتخلف عنها أحد، وعند عودتهم يتناولون الوجبة الرئيسية التي يسمونها “الضحوية”، قياساً على الوجبة التي تتبع الإفطار في غير رمضان، وتشتمل على شربة مغربي وكسكسي وأرز أحمر وأرز أصفر ولحم الضأن البرقي الذى يمتاز بجودته العالية وقلة الشحوم، وهو سيد الموائد طوال شهر رمضان، ثم تأتى بعد ذلك وجبة السحور.

خبز وحلو البدو

وتابع الباحث البدوي، يحضرون البدو “المجردق”، وهو خبز سريع لا يحتاج إلى وقت للاختمار، ويتم إعداده وقت الطعام لأنه لا يحتاج إلى وقت كبير، ويمكن أكله كخبز أو وضعه بعد تقطيعه مع السمن والتمر ليصبح (مفروكة) وهى من أشهر حلويات البدو، حيث إنها دسمة ويستخدم معها اللبن الحامض، مضيفًا أما عن الحلو يحضرون “البقينة”، وهي عبارة عن شعير بعد تحميصه وطحنه، ويضاف إليه زيت الزيتون والسكر والحليب، مشيرًا إلى أبرز العادات المحببة والحميدة عند بدو مطروح، “الذواقة”، التي تدعم روح التكافل والمحبة بين الأقارب والجيران، بشكل ذكى، حيث تقوم كل سيدة بتوزيع جزء من طعامها مهما كان نوعه على باقي سيدات البيوت الأخرى وتطلب منهن تذوقه، وبذلك يتبادل الجميع الأطعمة وتمتلئ كل الموائد بالأصناف المختلفة.

التجمع وتناول الإفطار

من جهته، يكشف فرج الطبيعي، أحد أهالي مطروح، بعض عادات وتقاليد أبناء مطروح في شهر رمضان بالتجمع في أحد أيام رمضان عند عمدة القبيلة أو كبير العائلة ويتناول الجميع الإفطار سويا كعادة  موروثة تعمل على التقارب بين جميع أفراد القبيلة، مضيفًا أنه من أبرز عادات وتقاليد أبناء البادية في الوقت السابق طول أيام شهر رمضان الكريم، إشعال النيران والمواقد المتوهجة قبل الإفطار حتى يقبل عليها السائرون في الصحراء، ثم تستخدم فيما بعد لإعداد الشاي الزردة، الذى تشتهر به المحافظة.

ولفت “فرج” إلى أنه خلال رمضان  تفتح المرابيع لاستقبال الزوار  وتقام المقاعد والدواوين والخيام الصغيرة للإفطار الجماعي لأبناء القبيلة الواحدة مضيفًا  انه عقب صلاة التراويح، تبدأ السهرات الرمضانية بنفس المقاعد والدواوين ومجالس العائلات، حيث الشاي الزردة والقهوة.

موائد بدو مطروح

وأوضح “فرج” أبرز الأكلات الت تقدم على الموائد بدو مطروح، خلال شهر رمضان، وهي  الشوربة المغربي والأرز فلا تخلو موائد مطروح من الأرز أو المكرونة, موضحا أن أشهر أطباق الأرز هو “الأرز المبزر” أو الأرز الأصفر ويتم طهيه من مرق اللحوم وخاصة الضأن ويوضع عليها “البزار” أو الكركم الأصفر ويشتهر رز “مبوخ”  أو الأرز المطهي على البخار, وبجانبه الخضراوات أو  المكرونة المبكبكة او الارز بالسمن واللحم الضأني.

وتابع “الطبيعي”، إن  هناك وجبة بين الإفطار والسحور  تسمى الضحوية ويتناول خلالها ما تبقى من طعام الإفطار  كما يتم أثناء تجهيز الافطار أن يكون هناك زيادة عن احتياجات المنزل تحسبا لأى ضيف او عابر سبيل.

وأكد “الطبيعي”، إن أردت في عمق الصحراء، كانوا يعتمدون  على حركة الشمس والنجوم للاستدلال على مواعيد الإفطار والسحور، فيستدلون على موعد أذان المغرب بمراقبة الشمس بالعين المجردة والاستدلال على وقت الغروب فيفطرون، وفى موعد السحور والإمساك يراقبون حركة النجوم ويحددون موعد أذان الفجر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى