«العطوة» في عرف البدو.. تعرف على قوانينها وأنواعها

أميرة جادو

يحكم البدو قضاتهم بالعرف والعادة، فهم معرفون بتمسكهم واخلاصهم للعادات والتقاليد الموروثة،  خاصة في حالات النزاع والخلافات، فإذا نشب نزاع مسلح بين القبائل واستمر لفترة طويلة، وقد يطلب أحد الفريقين هدنة، وتعرف عندهم بـ «بالعطوة» فيعقدانها ثم يعودان إلى الحرب، ومدة الهدنة عندهم من ٣ أيام إلى سنة وشهرين، ويعقد اتفاق هذه الهدنة في حضور كبار مشايخ القبائل المتنازعة والقبائل الأخرى والقضاة.

ويمكن أن يتقاتل الفريقان مرة أخرى بعد انتهاء مدة العَطْوة المحددة، ومن خان رفيقه أثناء العطوة اقتُصَّ منه ضعفين.

وفي حال إذا رغبت القبيلتان في الصلح والسلام، فإن “حسيب” كل قبيلة منها، وهو حافظ لعهود القبيلة مع القبائل الأخرى، يجتمع مع مشايخ القبائل وكبارها، وتدفع التعويضات الناتجة عن القتال، وتكون كالآتي:

• القتيل الرجل، المعروف قاتله، ديته مائة بعير ويقدر ثمنها.
• الرجل القتيل الغير المعروف قاتله، يهدر دمه.
• المال المنهوب لا يرد لأي من الطرفين.

أنواع العطوات

1- العطوة الدم أو العطوة فورة الدم: وتكون في قضايا القتل والعرض ومدتها ثلاثة أيام وثلث، يفرضون رجال الأمن هذه العطوة لمنع الاعتداء على أسرة الجاني وممتلكاته والحفاظ على الأمن.

2-  عطوة الاعتراف أو الإقرار: وتعني اعتراف المتهم بالجريمة وهو مستعد بأن يعطي ما يترتب عليه من حقوق وواجبات.

3- عطوة الحق: وتفرض في حالة عدم اعتراف المتهم بالجريمة، وفي هذه الحالة لا بد من التحكيم والتقاضي عند قاضٍ عشائريٍ، يثبت إدانته أو براءته التامة، وتسمى أيضاً عطوة تفتيش، أي العمل على التحري والتفتيش حول الشخص أو الأشخاص الذين تحوم حولهم الشبهات.

4- عطوة الإقبال: عادة يتم دفعها بعد صدور الحكم القضائي، ويعود سبب تسميتها بهذا إلى إقبال الطرفين على الصلح، حيث تتم مراسم الصلح فيها.

5- العطوة الناقصة: وهي التي لا تشمل الجاني، ويكون الجاني في هذه الحالة مشمساً، أي ضياع وإهدار الدم، وتتم بموافقة الطرفين المتنازعين، وتكون هذه العطوة في حالة هروب الجاني من وجه العدالة.

6- عطوة شرف بيضاء: وتتم في قضايا العرض وحرمة البيت وتقطيع الوجه، أي يركز هدفها على الحفاظ على شرف الإنسان وكرامته، على أن عرضه لم يمس وشرفه مصون، لكن يجب الانتقام من الرجل الذي حاول أن يمس هذا الشرف أمام قضاة القبائل، والمقصود بتقطيع الوجه هو الإخلال بالالتزام يعني حينما يكفل إنسان طرفاً من الاطراف، ويخل بهذا الالتزام يعتبر أنه قطع وجه الكفيل صاحب الوجه، وهي من أصعب وأبشع الجرائم لدى البدو.

7-عطوة حوليه: وهي اعطاء مدة حول كامل (أي سنة كاملة) وتجدد حولياً أي تلقائياً كل حول حتى يتم الصلح.

والجدير بالذكر، يتم عقد الصلح “بحلف” أو “قلد”  بين القبيلة والأخرى.

المصدر

كتاب “تاريخ سيناء والعرب” للكاتب نعوم شقير

كتاب فتاوى د. حسام عفانة مجلد 17 (الجنايات والحدود)