حوارات و تقارير

من هم أهل الوبر وأهل المدر؟.. والفرق بينهم

أميرة جادو

يعتبر القرن التاسع قبل الميلاد، هو بداية وجود العرب، حيث عاش العرب حضارات، منها قبائل العرب البائدة القديمة، ومنها ما استمر لفترات ثم انتهى، ومنها ما يشتعل ويخبو، مثل الحضارة الإسلامية، ويصنف العرب من عاش في البادية والصحراء ومن عاش في الحضر تصنيفات بمسميات لها علاقة معاني الكلمات واللغة، ومن تلك الكلمات كلمة مدر، حيث تشير إلى حالة الحياة التي يعيشها مجموعة من الناس، فالمدر هي البيوت المبنية من طين يابس، وأهل المدر هم أهل البيوت المبنية من الطين اليابس.

معنى أهل المدر

وهم أولئك البدو الرحل الذين استقروا بالفعل، وتركوا حياة الترحال التي يتميز بها أهل البادية، وقد عرفوا باسم أهل المدر وذلك لأن مباني الحضر إنما تم بناؤها بالمدر، فبيوت الحضر تبني من المدر، ويعرف المدر عند العرب بأنه نوع من التربة هو في حقيقته عبارة عن طين يابس، قال “عامر للنبي -صلى الله عليه وسلم، لنا الوبر، ولكم المدر”.

وينقسم العرب إلى نوعان، وهم البدو والحضر، ولا فرق في هذا الأمر بين عرب الشمال وعرب الجنوب وحتى عرب جميع أنحاء جزيرة العرب الأخرى، وقد قام البعض سابقًا بتقسيم البعض من عرب الجاهلية إلى ملوك وغير ملوك، كما أنهم قد قسموا باقي الناس بعد الملوك إلى قسمين أخرين، هما أهل مدر وأهل وبر، فأما بالنسبة لأهل المدر فقد أطلقوها على أول الحضر ومن سمن في القرى، حيث كان الناس يعيشون من الزرع والنخل والماشية وأيضاً من التجارة.

معنى أهل الوبر

وهم ساكن الصحراء، والوبر هو الخيام أو بيوت الشعر التي يعيش فيها البدو والتي تغطى بوبر الحيوانات، حيث تكون حياتهم ومعيشتهم على ألبان الإبل ولحومها، وحياتهم على منابت العشب، والنبات، وهم مرتادون لأماكن المطر، فها يضعون خيامهم، مادامت تصلح وتساعد على العيش على الخصب وأماكنهم هي مناطق الرعي، ثم يعودون لغيرها بحثاً عن العشب ووجهتهم الأساسية هي المكان الذي تتوفر فيه المياه، ويبقون على هذا الحال الدائم وهم بين الحل والترحال.

ومن ذلك أيضاً جاء في جزء من حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لما بَعَث حرامًا أخا أمِّ سُلَيمٍ في سبعين رجلًا قُتِلوا يومَ بِئرِ مَعونةَ وكان رئيسَ المشركين يومئذٍ عامرُ بنُ الطُّفَيلِ وكان هو أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال اختَرْ مني ثلاثَ خِصالٍ يكون لك السَّهلُ ويكون لي أهلُ الوَبَرِ، أي أنه جاء للنبي صلى الله عليه وسلم رجل قال له وهو يخيره بأن يترك للنبي أن يتولى هو حكم أهل المدر أي الحضر والسهل، ويتولى هذا الرجل حكم أهل الوبر أي البدو، وساكني الصحراء، مما يؤكد على معنى كلمة الوبر.

وأيضاً روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: رَأْسُ الكُفْرِ نَحْوَ المَشْرِقِ، والفَخْرُ والخُيَلاءُ في أهْلِ الخَيْلِ والإِبِلِ والفَدَّادِينَ أهْلِ الوَبَرِ، والسَّكِينَةُ في أهْلِ الغَنَمِ، رواه أبو هريرة، والغرض من الحديث بيان بعض صفات البشر التي أساسها جغرافي، فقد أشار النبي أن من المشرق يأتي الشر ومنه يأتي المسيح الدجال، كما أن الكبر والخيلاء، وعجب النفس بما تملك من الخيل والإبل، هي صفات أهل الوبر، حيث يتصفون بقسوة القلب، والكبر.

الفرق بين أهل المدر وأهل الوبر

بعد الشرح السابق لكلمتي أهل المدر وأهل الوبر، تبين أن أهل المدر هم أهل الحضر، وأن كلمة مدر تعني الطين اليابس، وتبين أن الوبر، هو الخيام، ويعد الفرق بين أهل المدر وأهل الوبر هو الفرق بين ما يعيش فيه أهل المدر من بيوت مبنية من الطين اليابس إشارة لنمط وأسلوب وطريقة معيشتهم، وسكنهم بوجه خاص وهو الفرق بينهم وبين أهل الوبر الذين يعيشون في الخيام، ويتتبعون الماء والنبات في حياتهم، ومعيشتهم، فيكون المدر هو الطين اليابس، والوبر، هو شعر وصوف.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى