«سباق الهجن والفراشيح باللحمة».. أفراح القبائل البدوية في سانت كاترين
أميرة جادو
يتمسك أهل البادية، بالعديد من العادات والتقاليد البدوية، منذ مئات السنين وعبر مختلف الأجيال، ومنها الأفراح البدوية إحدى أهم العادات المتوارثة التي تتمسك بها مشايخ وعقلاء القبائل يحافظون عليها لأنها جزء من حياتهم.
وتختلف حفلات اتمام الزواج عند القبائل البدوية عن التي تقام في محافظات الوادي والدلتا من حيث الوقت والتكاليف والتجهيزات، ومن بين تلك القبائل قبيلة الجبالية بسانت كاترين، حيث تقيم الأفراح الجماعية لزفاف أبنائهم في وسط الجبال وفي الخلاء، حيث تنصب الخيام وتقام الليالي الملاح في وادي الراحة، وتتجمع القبائل المباركة للزفاف السعيد، يشاركون في سباق الهجن ويلعبون السيجة، ويستمر الاحتفال على مدار ثلاثة أيام حيث تجمع أبناء القبيلة والقبائل الأخرى في وادي الراحة وتذبح الذبائح وتقام الموائد.
أفراح القبائل البدوية
وتتميز عادات الاحتفال بإتمام الزواج (العرس) المتعارف عليها في القبيلة بطابع مختلف وخاص، حيث ينتظر الجميع موعد العرس لمشاركة العريس وعائلته في هذه الفرحة والاحتفال.. ويؤكد رمضان محمود، أحد أبناء قبيلة الجبالية، أن حفلات الزفاف غير مكلفة مثل أفراح محافظتي الوادي والدلتا، قائلًا: «الفرح يقام في الهواء في خيم يجتمع فيها الأهل والأقارب وتبدأ المراسم بإلقاء التهاني وتبادل التحية بين أهل القبيلة.. ويعقد الزواج بعد أن يوقع الطرفان ميثاق بين أهل العريس والعروس يحتوي على مقدم ومؤخر يكفل حقوق الطرفين إذا حدث خلاف».
العريس يتكفل تجهيز البيت بالكامل
وأشار «رمضان»، إلى أن أهل العروس يبحثون أولاً وقبل كل شيء عن شخص يحمي ابنتهم ويحافظ عليها، وهو الأمر الذي يسهل الأمر على الشباب، قائلًا: «العريس هو الذي يتحمل تكلفة تجهيز البيت بالكامل، ولا يشترط عليه نوع معين.. المهم أن يقوم بتأسيس البيت.. فالفتاة تدخل بيت زوجها دون أن تحمل شيء وهو أمر يختلف عن المدن الذي تتكلف فيه العروس مبالغ خيالية».
الولائم والذبائح
وأوضح «رمضان»، إن الولائم وتقديم الطعام من الأمور المقدسة في الأفراح، ولابد أن يتناول الجميع طعام الفرح.. وهو عبارة عن لحوم الضأن أو الماعز. بالإضافة إلى الأرز والفراشيح المصنوعة يدويا من الدقيق والمياه.. ويتم إعداد وتجهيز الطعام من قبّل الأهل والأقارب ويشترك الجميع في ذبح الأغنام والماعز وتقطيعها حتى تكون جاهزة للطهي على الحطب.
ركوب الحيل وسباق الهجن
وتابع أن من أهم العادات التي تقام في الأفراح، إظهار واستعراض مهارات ركوب الجمال.. حيث تقام سباقات بين محبي رياضة الهجن، ملفتًا إلى عدم وجود اختلاط بين الرجال والنساء في أفراح البادية ويبدأ الفرح في الصباح الباكر، وينتهي بعد صلاة العصر بعد تناول الغداء.
الجريشة
وبدوره، قال الشيخ موسي أبو الهيم أحد مشايخ الجبالية. يتم الاحتفال بالأفراح بذبح الذبائح، ويتجمع الأبناء البادية يتسامرون ويتسابقون في الهجن من أجل الود والمحبة إن تدوم بين الناس.. مشيرًا إلى أن افراح البدو المواقد لا تطفأ حيث يجهزون للمعازيم في الإفطار الجريشة. وهي عبارة عن “القمح المطحون بالسمن الشيحي” وفي العشاء “لحمة الفراشيح”.. مضيفًا عقب عشاء المعازيم يقوم العريس بأخذ عروسه من منزل والدها بالزفة البدوية.