حوارات و تقارير

مع بدء الأسبوع الثاني للحرب.. كيف تسير العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا؟

أسماء صبحي
 
مع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، ودخولها الأسبوع الثاني، ورغم التفوق العسكري الروسي في العدة والعتاد، إلا أنه هناك العديد من الأسئلة حول الخطة العسكرية الروسية والجدول الزمني الذي وُضع لإنهاء تلك الحرب.
 
وهناك بعض التكهنات التي تثار حول أسباب تباطأ سير الهجوم الروسي، وهل استبعد الروس سيناريو اقتحام المدن خشية حرب الشوارع مكتفيًا بمحاصرتها لقطع الإمدادت والضغط على نظام كييف حتى إسقاطه؟، أم تحول الهجوم إلى سيناريو حرب الاستنزاف والعصابات من الجانب الأوكراني وهو ما يتجنبه الروس فتأخر حسم هذا الهجوم العسكري؟.
 

خطط العمليات العسكرية

وفيما يتعلق بطريقة سير العلميات العسكرية الروسية في أوكرانيا، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، إن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا تسير حسب المخطط وبالالتزام التام بالجدول الزمني”، وألمح بوتن، في كلمة للشعب الروسي إلى “حرب عصابات” من الجانب الأوكراني.
 
وأضاف بوتين:” هناك مرتزقة يقاتلون في صفوف القوات الأوكرانية ويتصرفون بأساليب عصابات الإرهابيين”، مضيفًا “القوميين في أوكرانيا يدفعون سكان المباني السكنية إلى وسط المباني، وينشرون الأسلحة في الطوابق السفلية والعليا، وهذا ما كان يفعله النازيون”.
 
كما وجه بوتن، اتهامًا للقوميين في أوكرانيا باحتجاز آلاف الطلاب كرهائن، متعهداً بأن تُخصص لجميع أسر العسكريين الذين سقطوا في المعارك دفاعًا عن وطنهم مبالغ مالية ومدفوعات شهرية.
 

تكتيك القتال التأخيري

ومن جهته، قال المحلل العسكري خليل الحلو: “الأوكرانيون يتبعون تكتيك القتال التأخيري، وهو ما يجعل القوات الروسية تتقدم ويدخل في حرب عصابات”، موضحًا “الروس لم يتوقعوا حدوث مقاومة أوكرانية بهذا الشكل، ويستخدمون تكتيك الحرب غير المتكافئة والتي تعني استعمال أدوات وأسلحة متواضعة لإلحاق الأذى بالقوات الروسية”.
 
وأضاف الحلو: “يحاول الروس تحقيق نصر سريع وحاسم للجلوس إلى مائدة المفاوضات في وضع متحسن، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن، فلم نر سيطرة روسية على العاصمة كييف ولا إحكام قبضة عليها، كما أثناء دخول القوات الروسية مدنية خاركيف تعرضت لحرب عصابات ووقعت في كمائن نصبها الأوكرانيين”.
 

عملية معقدة ومدهشة

وفي محاولات أخرى لتفسير العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا وجدولها الزمني، أكد الخبراء أن الهجوم الروسي يسير وفق القواعد والتخطيط العسكري الروسي المتبع، فيما قالت مصادر دفاعية بريطانية أن الهجوم العسكرى الروسي جاء وفق القواعد الروسية المتبعة.
 
واختارت موسكو استخدام القوة الكاسحة والهجوم متعدد المحاور من البر والبحر والجو مع القوات المتحركة وانتقال القوات من الشمال والجنوب والشرق ومهاجمة عشر مناطق أوكرانية في وقت متزامن.
 
وأوضح محللون عسكريون، أن تكتيك بوتن كان ضرب الأهداف بقوة وبسرعة بالصواريخ والقصف المكثف، بينما تم اختيار المركبات الأخف للهجوم البري، حيث كانت سرعة التحرك حاسمة للاستراتيجية الروسية، وبالفعل بدأ الجيش الروسي الحرب بمهاجمة الأهداف العسكرية بأوكرانيا، حيث مهدت الطريق للقوات البرية للتحرك.
 
وأضاف المحللون، أن القوات الروسية البرية كانت متحركة للغاية ولديها الكثير من القوة النارية حتى تتمكن من مهاجمة الأهداف بسرعة والمضى قدما.
 

خطوات جريئة

وفي السياق ذاته، قال جاستن كرومب، الرئيس التنفيذى لشركة سبيللاين للاستخبارات والمخاطر الجيوسياسية، إن “كل كتيبة تكتيكية روسية تتكون من حوالي ألف جندي، وهو ما يجعلها أسرع بكثير في الاستيلاء على الأراضى”.
 
بينا أوضح البنتاغون، أن العمل العسكري لروسيا في أوكرانيا يشير إلى أن قواتها تقوم بخطوات جريئة للاستيلاء على مدن رئيسية قبل كييف، حيث يأملون في عزل الحكومة المدعومة من الغرب وقطع رأسها في نهاية المطاف، وتنصيب قيادة جديدة موالية لموسكو.
 
وترتكز خطة الحرب الروسية على استخدام الضربات الجوية والصواريخ الباليستية والدبابات لتدمير عدة أهداف، وقامت القوات الروسية بفتح حملة من ثلاث جبهات مع تحرك القوات والأسلحة الثقيلة من الشمال والجنوب والشرق، واضفين العملية العسكرية بأنها “هجوم مبكر”.
 

التكتيك الروسي

ورسم وزير الدفاع البريطاني بن والاس صورة، وصفتها وسائل الإعلام المحلية البريطانية ، بـ”القاتمة” عن التكتيكات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وحذر من تدهور الأمور أكثر في حرب أوكرانيا التي دخلت أسبوعها الثاني.
 
وسلط وزير الدفاع البريطاني الضوء على العقيدة العسكرية لموسكو، مشيرا إلى أن قواتها ستذهب للأرجح نحو محاصرة المدن الرئيسية وقصفها بصورة عشوائية، قبل السيطرة على ما تبقى منها.
 
وأضاف: “القوات الروسية ستضرب المدن بلا رحمة، لقد شاهدنا هذا التكتيك في الشيشيان سابقا، لكن المشكلة مع أوكرانيا أن مساحة أكبر بكثير من دول مثل فرنسا وألمانيا معا، مع سكان يصلون إلى 44 مليونا، قد يطيل أمد الصراع والتمرد في أوكرانيا وسيواجه نوعا من التمرد حتى لو سيطر على أراضيها على غرار ما حدث مع الاتحاد السوفيتي في أفغانستان والغرب في العراق بعد عام 2003”.
 

حصار المدن

وقال خبراء عسكريون، إن الحرب الروسية الأوكرانية لا تسير وفق ما كان مخططا له، حيث تواجه موسكو مقاومة مسلحة أعنف من المتوقع بالإضافة للعقوبات الغربية، وأكد ريتشارد شيريف، نائب سابق للقائد العسكري بمنظمة حلف الناتو: “قد تكون روسيا قيدت عن عمد حملتها في بداية الحرب، وتوقعت مقاومة أقل بكثير عما وجدوه، وقد تواصل استخدام تلك التكتيكات من أجل إرهاق المقاومة”.
 
والسيناريو الأكثر ترجيحا، طبقا لشيريف، هو أن تستخدم روسيا قوة أكبر لتتعمق أكثر في أوكرانيا، بفرص حصار على المدن أو استخدام الأسلحة الثقيلة ضدهم، مضيفًا: “استفادت القوات الأوكرانية من أصولها العسكرية في مواجهة خصم أكبر وأكثر تطورا، والتقدم البطئ الذي تحرزه روسيا خير دليل على عزيمة الجيش الأوكراني”، مؤكدا أن الروح المعنوية عامل مؤثر والأوكرانيون يتمتعون بقوة معنوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى