تاريخ ومزارات
الأسبلة في العمارة الإسلامية.. مكوناتها وأنواعها وسبب تسميتها
أسماء صبحي
الأسبلة هي أحد مظاهر العمارة الإسلامية التي يتم تخصيصها لكي تقوم بحفظ وتوفير المياة لسقاية المارة لوجه الله تعالى، أنشأه المسلمون للتقرب إلي الله حيث أنه من الأعمال الخيرية الجاري ثوابها علي أصحابها بعد الموت، فالهدف الأساسي من الأسبلة هو هدف روحي يمثل الرغبة في الحصول على الأجر والثواب.
عرف لفظ السبيل في أواخر القرن الخامس، حيث يطلق عليه من قبل الساقية، لكن العلماء اختلفوا في أصل كلمة “سبيل” حيث يري البعض أنها جاءت من أسبل الماء بمعني صب الماء، والبعض الأخر يري أنها جاءت من أسبل المطر بمعني انهمر.
مكونات السبل
يتكون السبيل في الغالب من ثلاثة طوابق علي الترتيب الآتي:
- الطابق الأول: “الصهريج” يكون تحت مستوى سطح الأرض وتتمثل وظيفته في ضخ المياة اللازمة لشرب المارة.
- الطابق الثاني: “حجرة التسبيل” تكون علي مستوي سطح الأرض، وفي هذه الحجرة يوجد ما يعرف بأسم (( الشذروان)) هو عبارة عن لوح مصنوع من الرخام المنقوش، وتتمثل وظيفته في تبريد المياة التي تمر من خلاله قبل أن تصل إلى الأحواض التي يشرب منها المارة، ويوجد خلف الحوض مايسمى بشباك التسبيل، وأمام هذا الشباك يوجد ألواح من الرخام وتتمثل أهمية هذه الألواح بأنها تحمل الأواني التي يشرب فيها المارة، ويوجد أسفل كل تسبيل مصطبة وتتمثل أهمية هذه المصاطب في وقوف المارة عليها أثناء الشرب من السبيل.
- الطابق الثالث: يشغله کتاب مخصص لتعليم أيتام المسلمين الدين الإسلامي والقراءة والكتابة وتحفيظ القرآن الكريم، ويغطية سقيفة تسمى بالرفرف لحمايته من إشاعة الشمس.
أنواع الأسبلة
أما واجهة السبيل فكان يوجد بها شبابيك مصنوعة من النحاس، وكان الفنانون المسلمون يبدعون في تصميم هذه الشبابيك وتزينها بالزخارف، لذلك كانت الاسبلة تظهر بمناظر جميلة واحترافية تدل على مدي ابداع المسلمين، ويوجد ثلاثة أنواع من الأسبلة وهم :
- أسبلة ذات نافذة واحدة.
- أسبلة ذات نافذتين.
- أسبلة ذات ثلاث نوافذ .
وكانت مواعيد العمل داخل السبيل طوال العام من أول شروق الشمس حتي غروبها عدا في شهر رمضان فكان يعمل من موعد الإفطار حتي السحور، وكان يعمل بالسبيل عدد من العمال وكانت لكل منهم وظيفة يقوم بها :
- ناظر الوقف: هو المسؤول عن متابعة السبيل وصرف رواتب الموظفين والإشراف عليهم وتوفير ما يحتاج إليه السبيل من الإصلاح والترميم.
- المزملاتي: هو الموظف الرئيسي في تشغيل السبيل فكان يقوم بفتح وغلق السبيل في الأوقات التي يحددها الواقف، وينقل الماء من الصهريج وصبه في الأحواض، ويفرق المياة علي المارة، وكان يختار من قبل صاحب السبيل أو ناظر الوقف وكان يشترط في اختياره أن يكون حسن المظهر وبشوش الوجه ويعامل الناس بالحسنى ويتصف بالأمانة ويكون سليم البدن معافي من كل الأمراض خاصة الجزام.
- السقاء : هو الذي يملي القربة ويذهب إلى الناس في منازلهم ويملأ لهم أوانيهم
- العمال والبواب والفراش: هم المسؤولون عن حراسة السبيل وتنظيفه.
أهم الأسبلة الإسلامية في مصر
من أهم الأسبلة الإسلامية في مصر:
سبيل محمد علي باشا: يقع سبيل محمد علي باشا بجوار باب زويله الذي يقع في شارع المعز لدين الله الفاطمي، قد بناه محمد علي باشا علي روح ابنه “الأمير طوسون” الذي مات وهو في الثانية والعشرين من عمره بمرض الطاعون، وقد حزن محمد علي علي موت ابنه حزنا شديدا فقرر بناء هذا السبيل علي روح ابنه بعد وفاته بثلاث أعوام.
واختار محمد علي موقع متميز وحيوي لبناء هذا السبيل حيث قام ببنائه في قلب السوق التجاري في القاهرة في ذلك العصر.
وإهتم محمد علي ببناء هذا السبيل اهتماما كبيرا ، فأمر بجلب الخشب والرخام خصيصا من تركيا لبنائه، وجاء تكوين هذا السبيل عبارة عن:
- حجرة مستطيلة الشكل مطلة على غرفة التسبيل .
- حوض بيضاوي مصنوع من الرخام الأبيض .
- واجهة السبيل مميزه وتم تصميمها بطراز الأسبلة العثمانية ، وواجهة السبيل ممتلئه بالزخارف الرائعة التي تم نحتها علي الرخام .