“معركة وادي لكة”..تحولات تاريخية في شبه الجزيرة الأيبيرية
وقعت معركة وادي لكة، المعروفة أيضًا بمعركة شذونة أو معركة سهل البرباط، بين قوات الدولة الأموية بقيادة طارق بن زياد وجيش القوط الغربيين بقيادة الملك رودريك، المعروف أيضًا باسم لذريق في المصادر الإسلامية. انتهت هذه المعركة بانتصار ساحق للأمويين، مما أدى إلى سقوط دولة القوط الغربيين، وبالتالي، سقوط معظم أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية تحت سيطرة الأمويين.
لم يتناول الكثير من المصادر الغربية المعركة بالتفصيل. حيث كان المصدر الرئيسي في المصادر الغربية التي تناولتها هو تأريخ عام 754، الذي كتب بعد عام 754 بفترة قصيرة. المصدر اللاتيني المسيحي الآخر الذي كتب خلال قرن من تاريخ المعركة هو تأريخ اللومبارد الذي كتبه بولس الشماس.ويعتقد أنه كتب بين عامي 787- 796 م. أما المصادر الإسلامية. فهناك العديد منها، لكنها محل انتقادات من قبل المؤرخين الغربيين.
في السنوات التي سبقت المعركة، نجح موسى بن نصير والي إفريقية من قبل الدولة الأموية في السيطرة على المغرب الأقصى وتوحيده بعد فترة من الاضطرابات. وفي ذلك الوقت، كان رودريك دوق باتيكا قد استولى على المملكة القوطية في إيبيريا، ولكن سيطرته لم تكن كاملة.
وبعد عام تقريبًا، عبر 7,000 مقاتل مسلم تحت قيادة طارق بن زياد إلى جبل طارق. واجتاحوا الجزيرة الخضراء. وحين بلغ طارق تحرك جيش رودريك لقتاله. طلب المدد من موسى بن نصير الذي أمده بخمسة آلاف آخرين.
معركة وادي لكة
التقت القوات في 28 رمضان 92 هـ في معركة استمرت لثمانية أيام، انتهت بخسارة كبيرة للقوط بعدما تعرض رودريك لخيانة داخل جيشه أدت إلى نصر إسلامي هام. وفقًا لتاريخ المستعربين، ساهم منافسو رودريك في هزيمته. وألقى تأريخ ألفونسو الثالث اللوم على أبناء ويتزا لتآمرهم على رودريك. وتشير بعض المصادر إلى تعاون اليهود والرومان مع المسلمين في المعركة.
خسر جيش القوط عددًا كبيرًا من الجنود. بينما خسر المسلمون على أقصى تقدير 3,000 رجل. ويعتقد أن رودريك غرق في الوحل بعد المعركة.
أسفرت المعركة عن فتح إسبانيا للمسلمين وساهمت في سقوط العاصمة فحال ذلك دون إنشاء قوة مقاومة جديدة. كما كشفت الحقائق مع مرور الوقت عن عوامل مساعدة في نجاح المسلمين. بما في ذلك التعاون مع اليهود والرومان، وانضمام بعض الساخطين على نظام الحكم القوطي إلى صفوف المسلمين.