دخان الطلح..أشهر أدوات الزينة عند المرأة السودانية
دعاء رحيل
ينقسم الدخان في التراث العربي إلى نوعان: البخور المعروف بأنه علاج لأجسام والثياب والبيوت، والدخان الذي تصطلي به المرأة العربية بغرض الاستدفاء أو الزينة. وكلا النوعين في السودان.
تتميز نساء السودان عن نساء العرب. في عادة الدخان التي كادت تختفي في البيئة العربية، إلا عند المرأة السودانية التي صار الدخان لها من أهم أدوات الزينة. والنساء هناك حريصات على هذه الصفرة المكتسبة، وهي صفرة محبوبة مشهورة ومذكورة في التراث، حتى انهم يقولون للون الأصفر المشرّب بحمرة “دخان عزبة”؛ بل يسمون أنواعا من الطيور بذلك. ففي عصافير الخريف زوجان كانت تُصنع لها الحبائل (الشرك) لصيدها وتسمي الأنثى “قيحة”. ولون القيحة جذاب جميل فيه صفرة فاقعة مشربة في بعض اجزائها بحمرة تسمى “دخان عزبة”.
يحرص السودانيات دائما على طلب الجمال والمحافظة عليه مهما كلفهن. ولا شيء أدل على ذلك من هذا الحريق المستعر الذي تجلس فوقه المرأة السودانية أسفله نار تحرق المرأة السودانية واعلاه دخان يخنق وأوسطة غملة وشملة لا تناسب الجسم الذي يشبّهه الشعراء بالحرير.
تعد حفرة الدخان من أبرز الطقوس التي لا تكاد تخطئها العين في كل بيت. أما النطع فلعلة اختفى أو كاد لمن لا يعرفه. وهو بساط كانت العرب تصنعه من الجلد المدبوغ. أما اليوم فهو بساط من خوص أو سعف أشبه بالتبروقه أو المصلاية المستديره، مثقوب في وسطه، يبسط فوق حفرة الدخان فيقابل ثقبة فوهة الحفرة.