تاريخ ومزارات
حائط البراق.. وقصة الإسراء والمعراج في التاريخ الإسلامي
أسماء صبحي
حائط البراق، وقف إسلامي استطاع اليهود أن يحكموا سيطرتهم عليه، ويمثل حائط البراق (المبكى) الجزء الجنوبي من السور الغربي للمسجد الأقصى الشريف، ويمتد من جهة الجنوب من باب المغاربة باتجاه الشمال إلى المدرسة التنكزية التي حولها الاحتلال الإسرائيلي إلى كنيس ومقرات شرطة.
حائط البراق
بالنسبة للمسلمين، يرتبط حائط البراق بقصة الإسراء والمعراج في التاريخ الإسلامي. ومنها جاءت تسمية الحائط “حائط البراق” نسبة للدابة التي ركبها النبي محمد عند إسرائه ليلاً من مكة إلى المسجد الأقصى. حيث ربط البراق في حلقة على هذا الحائط. ودخل إلى المسجد حيث صلى بالأنبياء ثم عرج به إلى السماوات العلا.
وهذا الحائط هو أحد جدران المسجد الأقصى الذي يمثل أولى القبلتين وثالث أقدس المساجد عند المسلمين بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، وقد ظل حائط البراق منذ الفتح الإسلامي وقفًا إسلاميًا، وهو حق خالص للمسلمين وليس فيه أي حجر يعود إلى عهد الملك سليمان كما يدعي اليهود.
حائط المبكى
يعتبر اليهود الحائط الأثر الأخير الباقي من هيكل سليمان، وأطلق عليه العرب المقدسيون اسم “حائط المبكى” نسبة إلى الطقوس التي كان اليهود يؤدونها قبالة الحائط حدادًا على خراب هيكل سليمان.
ولم يتخذ اليهود حائط البراق مكانًا للعبادة إلا بعد صدور وعد بلفور عام 1917، ولم يكن هذا الحائط جزءً من “الهيكل اليهودي” المزعوم، ولكن التسامح الإسلامي هو الذي مكن اليهود من الوقوف أمامه والبكاء عنده على خراب هيكلهم المزعوم.
ثم بمرور الزمن ادعوا أن حائط البراق من بقايا هذا “الهيكل”، وفي 1948 دخلت قوات المملكة الأردنية الهاشمية الجزء الشرقي من مدينة القدس ومنعت اليهود الإسرائيليين من أداء الصلاة أمام الحائط.
احتلال البلدة
وفي حرب يونيو 1967 احتلت إسرائيل البلدة من الأردن، فقررت الحكومة الإسرائيلية توسيع الساحة المجاورة للحائط، ولهذه الغاية هدم حي المغاربة الذي كان يوجد قبالة الحائط.
وأقام الإسرائيليون ساحة كبيرة مبلطة أمام حائط البراق ليتجمعوا فيها للصلاة أمامه. كما استولوا على مفاتيح باب المغاربة التي لا تزال معهم. ولذلك يعتبر باب المغاربة هو المدخل المعتاد لكل الاقتحامات التي ينفذها اليهود في المسجد الأقصى.