تاريخ ومزارات

حرائق أمريكا.. ماذا تعرف عن الحريق الكبير لعام 2010؟

أميرة جادو

أعلنت السلطات الأمريكية ارتفاع عدد قتلى حرائق الغابات التي اجتاحت مدينة “لوس أنجلوس” مؤخراً إلى عشرة أشخاص على الأقل، تعيد هذه الحادثة إلى الأذهان الحريق الكبير الذي ضرب الولايات المتحدة قبل أكثر من مائة عام وخلّف دماراً هائلاً.

الحريق الكبير في أمريكا

يعرف الحريق الكبير لعام 1910، الذي أطلق عليه أيضاً “الانفجار الكبير” أو “حريق الشيطان”، بأنه من أضخم حرائق الغابات في تاريخ الولايات المتحدة. اجتاح هذا الحريق نحو 4,700 ميل مربع (ما يعادل 12,100 كيلومتر مربع) من شمال أيداهو وغربي مونتانا، مع امتدادات إلى واشنطن الشرقية وجنوب كولومبيا البريطانية.

تحول النيران إلى عاصفة قاتلة

في يومي 20 و21 أغسطس من صيف 1910، تسببت الرياح العاتية في دمج مئات الحرائق الصغيرة، مما أدى إلى نشوء عاصفة نارية غير مسبوقة. أسفر الحريق عن مقتل 87 شخصاً، معظمهم من رجال الإطفاء. ودمرت العديد من البلدات، وأتلفت أكثر من ثلاثة ملايين فدان من الغابات، بقيمة تقدّر بمليار دولار من الأخشاب.

التأثيرات بعيدة المدى للحريق الكبير

شكل هذا الحريق علامة فارقة في تاريخ الولايات المتحدة. حيث تلقت دائرة الغابات الأمريكية إشادة كبيرة على جهودها في مكافحة الحرائق، مما أدى إلى مضاعفة ميزانيتها من قِبَل الكونغرس. أصبح رجال الإطفاء أبطالاً قوميين، وسلّط الضوء على أهمية حماية الموارد الطبيعية الوطنية. كما ساهم الحريق في تطوير استراتيجيات متقدمة للوقاية من الحرائق وإخمادها.

كما كانت الظروف المناخية القاسية سبباً رئيسياً في الحريق الكبير. فقد كان شتاء 1909-1910 وصيف 1910 جافين للغاية، مع درجات حرارة مرتفعة بشكل غير مسبوق. هذا الجفاف أدى إلى تراكم وقود جاف في الغابات، ما جعلها عرضة للحرائق. اندلعت مئات الحرائق نتيجة عوامل مختلفة مثل شرر القاطرات. والصواعق، والأسطوانات الساخنة، لتبلغ أعدادها بين 1000 و3000 حريق بحلول منتصف أغسطس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى