مرأه بدويةوطنيات

عظيمات مصر أم الدنيا الشخصيه الحقيقيه ( لفرحانه) فى فيلم الممر

كتب / حسين الهوارى 

المجاهدة فرحانة حسين سالم التى قدمت خدمات جليلة للوطن من خلال تعاونها مع إدارة المخابرات الحربية والإستطلاع ، وحصدت تكريم من الرئيس الراحل محمد أنور السادات بتقليدها نوط الإمتياز من الدرجة الأولى

⁦ ️فرحانة حسين سلامه الهشة بدأت كفاحها ضد العدو الصهيونى فى سيناء، بعد اضطرت الأسرة إلى الهجرة من سيناء إلى منطقه إمبابة بالقاهرة هربا من بطش الاحتلال، عقب حرب 1967 ، في منطقه امبابه دلتها ابنة عمها علي الطريق الصحيح للجهاد ضد العدو الذي سلب منهم أرضهم وشردهم وشرد أولادهم.

فكانت بداية رحلات الشتاء والصيف من إمبابة إلي سيناء والعكس، بعد أن دربها رجال منظمة “سيناء العربية” التي أسسها جهاز المخابرات علي حمل القنابل وطرق تفجيرها وإشعال الفتيل وتفجير الديناميت ونقل الرسائل والأوامر من القيادة إلي رجال المنظمة الذين أنفقوا الغالي والرخيص لكي تعود سيناء حرة.. ومن هناك كانت انطلاقتها فى العمل الفدائى وعمرها فى ذلك الوقت نحو 30 ربيعا.

كانت أول عملية تقوم بها الست فرحانة هي عملية تفجير قطار في العريش، فقد قامت بزرع قنبلة قبل لحظات من قدوم القطار الذي كان محملاً ببضائع لخدمة جيش الاحتلال وبعض الأسلحة وعدد من الجنود الإسرائيليين. وفي دقائق معدودة كان القطار متفجراً بالكامل.. وتوالت العمليات بعد ذلك وكانت تترقب سيارات الجنود الإسرائيليين التي كانت منتشرة في صحراء سيناء وقبل قدوم السيارة قامت بإشعال فتيل القنبلة وترتكها بسرعة أمام السيارة التي تحولت في لحظات إلي قطع متناثرة ومحترقة متفرقة، أعطت الجنود الإسرائيليين دروساً لن ينسوها طوال حياتهم .

فى احدى العمليات كانت “فرحانة” تحمل عدداً من القنابل مخبأة بطريقة خاصة أحضرتها من القاهرة للتوجه بها إلي العريش لتسليمها للمجاهدين الرجال، وقامت دورية إسرائيلية بتفتيش القارب الذي كانت على متنه مع عدد من زميلاتها، فأحست فرحانة أن تلك اللحظات ستكون الأخيرة في حياتها، فالمؤكد أن الإسرائيليين سيكتشفون القنابل المخبأة لديها وسينسفون رأسها بإحداهما، لكن هدوءها ورباطة جأشها جعلا المفتشة الإسرائيلية تفتشها تفتيشاً سطحياً فلم تعثر على القنابل .

و بعد واقعة تفتيشها من قبل القوات الإسرائيلية في مدخل مدينة العريش، وعدم تمكنهم من العثور على ما أخفيته من قنابل ورسائل للمجاهدين، تعودت على المجازفة، وأصبحت أعصابها قوية جداً، وقامت بتهريب القنابل والرسائل عشرات المرات بعد أن تم تدريبها جيداً من قبل عمليات تدريب كانت تتم بدقة شديدة جداً وفي سرية تامة لدرجة أنها كانت لا تعرف زميلاتها المجاهدات وإذا صادف أن تواجدوا معاً في مكان التدريب في وقت واحد يتم إخفاء كل مجاهدة عن الأخري حتي لا تري إحداهن الأخري، وقد عرفت بعد انتهاء حرب أكتوبر وانتصارنا علي العدو الإسرائيلي أن بعض أقاربها كانوا يقومون أيضاً بتنفيذ عمليات فدائية وقد تم تدريبهم أيضاً في نفس المعسكرات التي تدربت فيها.

وكانت تعرف بـ “تاجرة القماش”، حيث كانت تغيب عن أولادها وهم صغار لمدة طويلة قد تصل إلي أكثر من شهر وتقول لهم إنها كانت تشتري قماشاً وتسافر لبيعه في سيناء، لكي توفر لهم المصاريف وتلبي احتياجتهم، وهي في الحقيقة كانت تخفي عليهم عملياتها الفدائية.

وصل الأمر بسرية العمليات التى كانت تقوم بها إلي حد أن أولادها أنفسهم لم يعرفوا شيئاً عن بطولاتها إلا بعد انتهاء الحرب وأثناء تكريمها من الرئيس الراحل أنور السادات. السيدة فرحانة بعد انتهاء حرب أكتوبر وأعطاها وسام الشجاعة من الدرجة الأولي ونوط الجمهورية.

كذلك كرمها الفريق أحمد بدوي .

وعرف ابنها بعد التكريم أن أمه كانت تضحي بنفسها وبصغارها الذين تركتهم وحدهم من أجل تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي.

توفت البطله فرحانة فى أغسطس عام 2014 عن عمر يقترب من التسعين، ولها 4 ابناء بينهم 2 متوفين وهم سليمان وشوقى، وابن اخر وهو تركى يعانى حاليا ظروف صحية، وابنه وحيدة وهى عايدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى