تاريخ ومزارات

كمال الدين حسين.. الأمير العاشق الذي رفض عرش مصر

أسماء صبحي
 
الأمير كمال الدين حسين، هو ابن السلطان حسين كامل وولى عهده ووالدته الأميرة عين الحياة ابنة الأمير أحمد رفعت باشا، لقِّب بـ “صاحب السموّ السلطاني” بمقتضى قانون ملكي من الملك فؤاد بمنح لقب صاحب السموّ السلطاني لأنجال السلطان حسين كامل،
 
وتزوج الأمير كمال الدين حسين من الأميرة نعمت الله توفيق ابنة الخديوي توفيق، ولم يرزق منها بأطفال.
 

تنازل عن حكم مصر

هو شخصية فريدة من نوعها، فهو الشخص الوحيد الذي عرض عليه عرش مصر ورفضه عندما تقدم بتنازل عن حكم مصر لأبيه قبل وفاته بيوم واحد .
 
وفى عام 1917، فوجىء الجميع برسالة مرسلة من الأمير كمال الدين حسين إلى والده السلطان حسين كامل يوضح فيه رفضه ولاية العهد ووراثة عرش السلطنة، وأنه متأكد من أن بقائه على حاله يمكنه من خدمة بلاده أفضل من أى حالة أخرى، وأخيراً أكد على ولائه وإخلاصه واحترامه لحضرة صاحب العظمة السلطانية والده”.
 
وانتقل عرش مصر بعد هذا التنازل للملك فؤاد الأول، ابن الخديوى اسماعيل ومن بعده نجله الملك فاروق الأول آخر ملوك مصر.
 

قصة حب

وكشف دكتور أشرف صبري استشاري طب الأعماق والعلاج بالأوكسجين والباحث في تاريخ مصر في الحرب، عن أن تنازله عن العرش وراءه أسباباً رومانسية ومشاعر صادقة وقصة حب حقيقية لسيدة فرنسية تدعي ( مدام فيال ديمنييه )، والتى أرسلت بعد وفاته محاميًا فرنسيًا للملك فؤاد لتعلمه بزواجها منه وإنجابها منه ابناً هو الوريث الشرعي لوالده .
 
ورفض الملك فؤاد الذي ورث مليون جنيه عن الأمير كمال الدين حسين، الاعتراف بالزواج، وأخبر المحامي الفرنسي أنه لا يعترف إلا بالزواج الذي يقره مجلس البلاط الملكي وأي زواج سري لا قيمة له.
 
ولكن المحامي الفرنسي لم يستسلم لما قاله السلطان فؤاد، وقرر اللجوء للمحاكم المختلطة بالإسكندرية ليطالب بميراث زوجة كمال الدين حسين الفرنسية، وكانت المفاجأة حين تقدم المحامي بالخطابات الغرامية التي أرسلها ولي العهد المصري حينذاك إلي حبيبته الفرنسية، والتي يؤكد فيها أنه تنازل عن العرش من أجل أن يعيش معها .
 

وفاة الأمير

ودخل الأمير كمال الدين حسين مستشفي ( الأنجلو أمريكان ) بالقاهرة، وكان في حالة صحية متدهورة وأصر الأطباء علي بتر إحدي قدميه حيث كان مصابًا بجلطة خطيرة في قدمه ، ولكن الأمير طلب تأجيل العملية إلي حين أن يكتب وصيته التي أوصي فيها بقصره لزوجته ( نعمة الله ).
 
وبعد إجراء العملية وقبل أن يتماثل للشفاء، أصر علي السفر إلي فرنسا رغم رفض الأطباء وسافر ضاربًا بكل النصائح الطبية عرض الحائط، وتوفي هناك في 6 أغسطس 1932 بعد حوالي 4 شهور من إجراء العملية عن عمر يناهز 58 عامًا، وكانت رغبة الأمير كمال الدين الوحيدة أن يدفن في قبو بنيت خصيصًا له في تلال المقطم بالقرب من سكن الدراويش.
 
ولم يعرف الحكم الذي توصلت له المحاكم المختلطة في ذلك الوقت فيما يتعلق بميراث (مدام فيال ديمنييه) الدين حسين، و لم تتوافر أي معلومات عن ابنه.
 
أما عن زوجته الأميرة نعمت الله، فقد عاشت حياة زهد وتقشف أثناء إقامتها في القصر، ويرجع ذلك لاهتماماتها الصوفية وحياة التأمل والزهد، حيث قررت الانتقال لمبنى صغير مجاور للقصر وأهدت قصرها إلى وزارة الخارجية المصرية في عام 1930 ليكون مقراً رسمياً جديداً لها بدلاً من من مبناها القديم في قصر البستان في شارع البستان بوسط القاهرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى