دعاء رحيل

تعد الهند من أكبر الدول المجمعة للثقافات و المعتقدات و اختلف الاديان،والتي تأسست ثقافاتها من معتقدات شعبها، فالثقافة ليست مجموعة أفكار فحسب، ولكنها نظرية في السلوك بما يرسم طريق الحياة إجمالا، وبما يتمثل فيه الطابع العام الذي ينطبع عليه شعب من الشعوب، ويكون للعقائد والقيم واللغة والمبادئ والقوانين شعاراً للتمايز بين الثقافات وتنوعها.

عادات الهند

ومن ضمن عادات الهند أنه في البيوت الهندية تجد الأم والجدة تقيسان كمية ”الماسالا“ التي تضاف إلى الغذاء بأيديهن وأصابعهن. مقبض اليد هو في الواقع وحدة قياس مفضلة لتقدير الكمية المناسبة للجسم في مختلف الثقافات وتحديدا الهندية.

نظراً لأهمية اليد لدى الشعوب الهندية في التقاليد الهندية القديمة، يقال إن:“ اليدين والقدمين هي ناقلات العناصر الخمسة: النار والهواء والتراب والماء، والأثير. وكل إصبع أو أخمص القدمين هو عبارة عن وعاء أو ناقل لطاقة تخص عنصراً بعينه“.

معتقدات الهنود

كما أنه يوجد في التقاليد الهندية القديمة وفي الديانات مثل البوذية، تحمل المودرا دلالة روحية. فهي توجد في تماثيل بوذا، ويتم تطبيقها في بعض الأحيان في بعض الممارسات الدينية أو من خلال التأمل واليوغا، لذلك يفضل أغلب الأفراد في المجتمع الهندي الأكل باليد ترسيخاً لمعتقداتهم، وذلك إنتقالاً من الثقافات القديمة الى الثقافات الحديثة تعتبر عادة الأكل باليد من العادات المنتشرة بشكل واسع في المدن الهندية.

بما أن عادة الشوكة في يدك اليمين و السكين في يدك الشمال! تلك الشوكة للسلطة و تلك المأكولات البحرية! تغيب عن مائدة الطعام في بومباي الكثير من الهنود يأكلون باليد في حياتهم اليومية ، وليس لذلك اي علاقة بأداب اللباقة، وغالباً ما ينصح الزائر للهند أن يضع عقله الغربي جانباً وإلا فلن يفهم المجتمع الهندي، وهذا يتجسد في مختلف المجالات التي من الممكن ان تلاحظ اختلاف شكلها الخارجي مع تشابه جوهرها الداخلي.

وعلى مر العصور توارث الهنود عادات تناول الطعام بأيديهم منذ طفولتهم، وهذا أيا كانت الخلفية الإجتماعية، أما السبب فهو يكمن في الثقافة العريقة للبلاد وفي طقوسها القديمة وتناقل هذه الثقافة عبر الأجيال و ربطها بمعتقدات ترسخت في عقول الأفراد عبر الأجيال، مما جعلها من العادات المنتشرة التي تعكس ثقافة المجتمع على طاولة الطعام.