قبيلة إفريقية أقدامهم بلا أصابع ويقدسون “الأشجار” ويأكلونها في الوقت نفسه

أميرة جادو
تعيش قبيلة الفادوما في شمال زيمبابوي، تحديدًا على ضفاف وادي نهر زامبيزي، وتشتهر هذه القبيلة بميزة وراثية نادرة تعرف باسم “انعدام الأصابع”، حيث يفتقد أفرادها الثلاثة أصابع الوسطى في القدم، بينما يكون الإصبعان الخارجان منحنيين إلى الداخل، مما يجعل أقدامهم تشبه أقدام النعام، ولهذا يطلق عليهم “شعب النعامة”.
فقدان الأصابع
يعود سبب هذه الحالة الوراثية إلى التقاليد الصارمة للقبيلة، حيث يلزم أفرادها بالزواج من داخل المجتمع القبلي فقط، ما أدى إلى استمرار هذه الصفة الجينية عبر الأجيال، وبقيت حتى يومنا هذا كنتيجة مباشرة لهذا التقليد.
حياة طبيعية رغم التشوه الوراثي
ورغم هذا الاختلاف الجسدي اللافت، إلا أن أفراد قبيلة الفادوما يعيشون حياتهم بشكل طبيعي، حيث لا تشكل حالتهم أي مشكلة صحية، كما أنها لا تعيق قدرتهم على المشي أو القيام بأنشطتهم اليومية. بل على العكس، فإن شكل أقدامهم الفريد يساعدهم على تسلق الأشجار بسهولة. ومع ذلك، فإنهم لا يستطيعون الركض، كما أنهم لا يرتدون الأحذية أو النعال بسبب طبيعة أقدامهم غير العادية.
لغة الفادوما وأسلوب حياتهم البدائي
يتحدث أفراد قبيلة الفادوما لغة “الديما”، وهي لغة قريبة من لغة “الشونا”، إحدى اللغات الرئيسية في زيمبابوي. وتعتمد حياتهم على صيد الأسماك، وجمع الفواكه، حيث يتبعون أسلوب حياة بدائي بسيط، بعيدًا عن التكنولوجيا والحياة الحديثة.
الاعتقاد في شجرة الباوباب المقدسة
يؤمن أفراد قبيلة الفادوما بأن أسلافهم القدامى خرجوا من شجرة “الباوباب”، وهي من الأشجار الإفريقية الضخمة والشهيرة. ويعتقدون أن أرواح أجدادهم لا تزال تعيش داخلها، لذا يتوجهون إليها للحصول على البركة، ويعتبرونها شجرة مقدسة.
يمكن أن يصل عمر شجرة الباوباب إلى خمسة آلاف عام، ولهذا تحظى بتقديس خاص من أبناء القبيلة. وتعد هذه الشجرة مصدرًا رئيسيًا للغذاء والماء، حيث تخزن مياه الأمطار بداخلها خلال مواسم الأمطار، مما يساعد أفراد القبيلة على النجاة خلال فترات الجفاف. كما أن ثمارها يمكن عصرها للحصول على مشروب مغذي، يعتقد أنه يعالج جميع الأمراض الباطنية.
العلاج السحري للفادوما
يستخدم أبناء القبيلة بذور شجرة الباوباب لعلاج العديد من الأمراض، حيث يتم سحقها واستخدامها كمصدر غذائي غني بالفيتامينات. ويعتقدون أن لها فوائد صحية لعلاج السكري، وارتفاع ضغط الدم، والربو، وبعض الأمراض الجلدية، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في حياتهم اليومية.
تظل قبيلة الفادوما واحدة من أكثر الشعوب تميزًا وغموضًا في العالم. حيث تجمع بين موروث ثقافي فريد وحالة وراثية نادرة، مما يجعلها محط اهتمام الباحثين وعلماء الوراثة على مستوى العالم.