وطنيات
اللواء ا.ح عادل يسري.. بطل قصة “الساق المعلقة”
أسماء صبحي
اللواء عادل يسري، قائد اللواء 112 مشاة، وأحد أبطال حرب 6 أكتوبر، وبطل تأميم رأس العش، ومحرر جزيرة بيت الملاح فى قطاع ميدان الجيش الثاني، وكان أول الحاصلين على وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات.
وهو صاحب رحلة الساق المعلقة من رأس العش إلى رأس الجسر، وذلك بعد أن بترت ساقه اليمني خلال الحرب وسط جنوده، شارك في مفاوضات الهدنة 1949، وشارك فى حرب 1956، وكان أحد ضباط الجيش الأول فى الإقليم الشمالى فى سوريا أثناء الوحدة.
بطولاته
تجلت بطولاته بعد نكسة 67، حين تمكنت قوة عسكرية من الجيش المصري برئاسته من صد هجوم مضاد إسرائيلى، أراد أن يستولى على آخر نقطة تحت سيطرة الجيش المصري على أرض سيناء وهى منطقة رأس العش، وفى عام 1969 عين قائدًا للكتيبة السابعة مشاة، كما عمل فى الحرس الجمهورى في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
وفي حرب أكتوبر كان قائداً للواء 112 مشاة ميكانيكي، واستطاع أن يستولى على جزيرة البلاح التى تقع فى منتصف القطاع الشمالي من قناة السويس، ولم يمكن العدو من الاقتراب منها.
لواء النصر
وكان اللواء 112 أكبر تشكيل فى القوات المسلحة، وعرفه العسكريون باسم “لواء النصر”، حيث استطاع أن يحقق أعمق توغل داخل أراضي سيناء، واستطاع أن يقتحم قناة السويس ويحقق الأهداف المطلوبة منه يوم 8 أكتوبر رغم أنه كانت هناك منطقة كسيب الخير أبووقفة، وكانت أصعب منطقة فى الجبهة على الإطلاق حيث الرمال الناعمة التى تغوص فيها الأقدام بسهولة، وتحول دون الحركة السريعة، إلا أن “يسري” ورجاله مضوا فوقها بسهولة، وكانت طائرات العدو فوق رءوسهم والمدافع تحاصرهم من الاتجاهين.
وكان اللواء عادل يسرى آنذاك برتبة عقيد أركان حرب وكان فى مقدمة رجاله يشرف على إدارة أعمال القتال، وكانت هناك مجموعة من دبابات العدو تحاول اختراق القوات الأمامية للواء 112 وأطلقت قذيفة على عربة القيادة التى كان يسري بداخلها.
رحلة الساق المعلقة
ويتذكر أبطال حرب أكتوبر اللواء عادل يسري الذي سجل قصته في كتاب “رحلة الساق المعلق” الذي نشره بعد شفائه من الإصابة وروى فيه قصصًا من بطولات الجنود والضباط في حرب اكتوبر 73.
“الناس مقامات طلقة صغيرة بتقتل راجل قوى ودانة دبابة من مسافة متر ونصف المتر لم تنجح إلا في بتر ساقي” كان هذا تعليق اللواء عادل يسري على إصابته.
ويقول عن لحظة إصابتة في كتابه “رحلة الساق المعلقة” إنه رأى وميضًا من نور باهر جدًا وأطاحت القذيفة بساقه، فظل يكتم الجرح بالرمال ويواصل قيادة قواته لأكثر من 8 ساعات.
وأسرع الضباط والعساكر الذين كانوا على مقربة منه وهم يصيحون سيادة القائد عادل فقلت لهم: “محدش يستنى جنبي اللي بيحبني ياخد بتاري، فانطلقوا، وفعلاً كانت أول إصابة تاخد بتاري من الدبابة اللى ضربتني، وخرج منها الضباط والجنود الإسرائيليون، وأنا معايا صورة للدبابة بعد أن صارت خردة”.
وأضاف يسري في كتابه: “حينما أطاحت القذيفة بساقي منحنى الله قوة.. فرغم شدة الإصابة ابتديت أوقف بالرمال نزيف الدم اللي كان في رجلي.. إنما كان عندي هدوء شديد.. وكان عندي تمالك لنفسي شديد.. وأنا لا أذكر أنني كنت بهذا الصفاء الذهني في يوم من الأيام”.
كان هذا هو وصف اللواء عادل يسري صاحب “الساق المعلقة” حين حاولت مجموعة من دبابات العدو الصهيوني اختراق القوات الأمامية للواء 112 وأطلقت قذيفة على سيارته أدت إلى بتر ساقه، لكنه كتم الدم بالرمال لمدة 8 ساعات بموقعة رأس العش إلى رأس الجسر وظل يوجه قواته لمنع دبابات العدو من اختراق اللواء.
وفاته
عمل بعد الحرب مساعدًا لرئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم مديرًا للبحوث بالقوات المسلحة، ثم مستشارًا عسكريًا في جامعة الدول العربية فرع المعلومات، ووكيلًا لوزارة التموين، وقد لقي ربه وشيعت جنازته يوم وقفة عرفات في الذكرى الـ 40 لانتصار أكتوبر.