تاريخ ومزارات
قصة بناء دار كسوة الكعبة بالخرنفش في عهد محمد علي
أسماء صبحي
كانت كسوة الكعبة تصنع بمصر وتخرج منها منذ أوائل العصر المملوكي، وتعددت أماكن دار صناعة الكسوة الشريفة حتى جاء عصر محمد على باشا والذى شيد داراً للكسوة فى شارع الخرنفش بحى الجمالية بالقاهرة وذلك عام ١٨١٦ م.
وكان يعمل بكسوة الكعبة الكثير من العمال المهرة فى الحياكة والتطريز، وكان بها الكثير من الأنوال الخشبية ومليئة بالحركة والحياة، وكان كلما اقترب موسم الحج وخروج المحمل تحولت هذه الدار إلى ما يشبه خلية النحل الكل يعمل ويعرف أنه يعمل في شيء مقدس سيوضع على أطهر بيت في الأرض، هو أول بيت وضع للناس بمكة المكرمة، فكان كل العاملين في الدار يدركون أنهم يصنعون شيئًا عظيما لبيت الله الأعظم.
احتفال مهيب
وبعد أن يتم الفراغ والانتهاء من صناعة الكسوة، كانت تخرج من دار صناعة الكسوة فى احتفال مهيب يحضره الوزراء وكبار رجال الدولة والمشرف على دار الكسوة وتتحرك الكسوة إلى ميدان القلعة.
وظلت هذة الدار تؤدي دورها في عمل الكسوة الشريفة على أكمل وجه، وذلك منذ عام ١٨١٦ وحتى عام ١٩٦٢م، حين توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة وشيدت المملكة العربية السعودية داراً لصناعة الكسوة.
إهمال دارة الكسوة
بعد ذلك أهملت دار الكسوة بالخرنفش وخلت منها الحياة وسكتت أصوات العاملين وساد الدار صمت رهيب بعد أن كانت تعج بالحركة والحياة، وأخيراً التفت إليها مسئولوا الآثار وتذكروا أنه يومًا كان عندنا داراً لكسوة الكعبة وتم تسجيلها مؤخرا فى عداد الآثار.