عادات البادية.. من هو معقب الفنجان؟
أميرة جادو
يعتبر صنع القهوة وتجهيزها فن في حد ذاته، تبارى فيه المشاهير وتغنى به الشعراء كما جاء في كثير من أشعارهم منذ قديم الزمن، فيربطون بين القهوة وأكوابها اللطف والكرم والشجاعة والنبل والشرف والرحمة.
يقدم فنجان القهوة إلى أنواعا من الرجال ويحجب عن أنواعا أخرى، فقد كان فنجان الصفوة من القهوة يقدم للزعيم الفارس الشجاع الذي يقود الحروب وتشبع على دروبه الذئاب والسباع، ويقدم للشهم الكريم الذي يقوم بواجبات الضيافة على أكمل وجه ويجتهد في اكرام ضيوفه ويسهر على راحتهم.
كما يقدم للفارس الشجاع النبيل صاحب النخوة والشهامة، الذي يحمي قومه وله صولات وجولات في ميادين المعارك والحروب، ويقدم للشخص الذي احتوى المراجل وكل الصفات الطيبة، واذا احتجت إليه قضى حاجتك من غير تردد أو منة.
من هو معقب الفنجان
ويحجب الفنجان عن الخسيس، والجبان، والخائن، وعديم المروءة فأولئك يحرمون من تناول القهوة مع الرجال، ويعد حجب الفنجان عن أي شخص، حيث يصب للشخص الذي قبله والشخص الذي بعده ويترك هو ولا يعطى الفنجان فينهضم هو أمامهم حيث قد عرف ذنبه (نقصه أو خطاه) ، وإذا أحتج على ذلك الفعل ذكر بما فعل، ويعد إهانة كبيرة و سوادا في الوجه، ومن الأمثال المتداولة بين الناس (فلان معقب الفنجال).
ويقول الشاعر:
تقصر عن الفنجال يا زيـد يمنـاك…لا صار ما تدري الدرك عن بناخيك.
وأكبر إهانة يمكن أن توجهها للرجل هي أن تعيّره بأنه مْعَقّب الفنجان، أي أن هذا الرجل إذا وصله الساقي يتجاوزه ولا يناوله القهوة لأنه ليس من الرجال الذين يستحقون الفنجان.
في عرف البدو يستحق القهوة إلا الرجل الشجاع الذي يحمي الظعينة ويدافع عن الذود ويرعاه في مواطن الخطر حيث يجود العشب، والذي يغزو ويعود بالكسب من القبائل الأخرى، الذي يرهب بصوته الأعداء إذا اعتزى أو انتخى على فرسه في وسط المعركة.
أسباب تعقيب الفنجان
من الأسباب التي تؤدي إلى تعقيب الفنجان، هي:
- الفرار في حالة الغزو أو مواجهة الغزاه.
- ارتكب جريم أخلاقية تؤثر على سمعته.
والجدير بالذكر، الفنجان عند البدو له شأن خطير، فإذا كان في صفوف الأعداء فارس يخشون بأسه صبوا فنجان قهوة في مجلس الشيخ أمام جموع القبيلة وقالوا: “هذا فنجان فلان، من يشربه؟ “.