الخيامية: فن خياطة الخيام بين البقاء والإبداع
أسماء صبحي– أزقة القاهرة الإسلامية حيث تتشابك روائح التوابل مع صخب الباعة، تبرز “الخيامية” كأحد أندر وأجمل الفنون التقليدية المصرية. وهي ليس مجرد خيوط وستائر بل هوية بصرية متجذرة في التاريخ محمولة على أكتاف نساء ورجل ألفوا حفريات الزمرد والنيلة والفوشيا قيافة تعبّر عن مرويات شعب وأزمان.
ما هي الخيامية؟
الاسم “خيامية” مشتق من كلمة خيـم (خيمة)، ويعني حرفيًا صانعي الخيام. وتعرف هذه الحرفة كذلك بـتطريز الخيام، وهي منسوجة بتقنية ثلاثية الطبقات. الخلفية الثقيلة كقاعدة، والطبقة الوسطى، ثم الطبقة العلوية المطرزة بخيوط قطنية تشكل أنماطًا هندسية وغرافيكية. وهذه الطبقات الثلاث تجعلها متينة ضد حرّ وفوران الغبار في المناخ المصري.
يرتبط هذا الفن بعمق التاريخ المصري، ويعتقد أن بداياته تعود إلى العصور الفرعونية. وتطور أكثر خلال العصر الفاطمي قبل نحو ألف عام، ثم بلغ أوجه خلال حكم المماليك. حيث كان مشغوفًا به الأمراء ورجال الدين. ولاحقًا تضاءل دوره نبعًا من التنوير واستيراد النسيج، لكنه ظل مستمرًا في أزقّة الحرفيين القديمة.
السوق في القاهرة
يقع السوق الأشهر لصناعة الخيامية وأسواقها في قصبة رضوان بيه التي يعود تشييدها إلى منتصف القرن السابع عشر كأول سوق تقليدي مغطى في القاهرة. واليوم يعرف هذا الشارع بـ”شارع الخيامية” حيث يتراص الحرفيون في محال تطريز كلاسيكية تحيط بباب الزويلة التاريخي.
يقوم الحرفيون بـ”التفنينة” عبر قص أشكال قماشية وتثبيتها بالغرز اليدوية على القماش الخلفي غالباً بالجلوس على الأرض. وتصاوغ التصاميم بين الهندسي، العربي، الزخارف الإسلامية، الرموز الفرعونية مثل زهرة اللوتس وقرن البخور. وأحيانًا مناظر شعبية مثل “جحا” أو الموسيقيين النوبيين. ويتنوع التطبيق بين نسخ كبيرة لتزيين الخيام والفعاليات ومنسوجات صغيرة كهدايا تذكارية.



