لماذا سمي الصحابي أبو بصرة الغفاري برفيق الفتح في مصر؟
لماذا سمي الصحابي أبو بصرة الغفاري برفيق الفتح في مصر؟
يعد أبو بصرة الغفاري من صحابة النبي محمد المرموقين والمتميزين، خاصة عند علماء الحديث الذين عرفوه بصفته من الرواة الثقات. ورغم قلة المعلومات المتوفرة حول اسمه الحقيقي، إلا أنه كان من أولئك الذين عُرفوا واشتهروا بكنيتهم، حيث اختُلف في اسمه بين “حميل” و”جميل”. سكن أبو بصرة الغفاري في الحجاز، قبل أن ينتقل إلى مصر، حيث استقر هناك ودفن.
ولقد اشتهر أبو بصرة الغفاري بكنيته “أبو بصرة” دون ذكر اسمه الحقيقي، ما أدى إلى اختلاف العلماء حول اسمه. فقد قال البعض إن اسمه “حميل”، بضم الحاء وفتح الميم، بينما قال آخرون إنه “جميل” بالجيم المعجمة. وذكر ابن عبد البر أن اسمه هو “حميل بن بصرة”، ونقل عن بعض أهل غفار تأكيدهم على ذلك، مما جعله الاسم الأرجح لدى العديد من المحدثين.
كما نشأ أبو بصرة الغفاري في الحجاز، ثم انتقل إلى مصر حيث شهد فتحها، واستقر فيها بعد ذلك. كان له دار خاصة بمصر، ودفن في مقبرتها بجوار ضريح الصحابي الجليل عمرو بن العاص. عرف عنه صحبته لعدد من الصحابة والرواة الذين نقلوا عنه الحديث، ومنهم أبو هريرة، وعبد الله بن هبيرة، وأبو تميم الجيشاني، وغيرهم من التابعين.
و كان أبو بصرة الغفاري من رواة الحديث الموثوقين، وله أحاديث مشهورة عن النبي . من أبرز الأحاديث التي رواها حديث شد الرحال، حيث قال: «قال رسول الله : “لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، ومسجد بيت المقدس”»، وقد رواه عنه أبو هريرة. كما ورد عنه حديث يتعلق بالصلاة، حيث قال: “صلى بنا رسول الله صلاة العصر”، مع توصيته بعدم الصلاة حتى ظهور النجوم.
وقد توفي أبو بصرة الغفاري في مصر بعد أن استقر بها وشهد أحداثها الكبرى مثل الفتح الإسلامي، ودفن بجوار ضريح عمرو بن العاص. ترك بصمة واضحة في ميدان الحديث النبوي الشريف، حيث كانت أحاديثه مرجعًا مهمًا لعلماء الحديث، ونقلت عنه مجموعة من التابعين وأئمة الحديث في الإسلام.
وسيظل أبو بصرة الغفاري نموذجًا للصحابي الجليل الذي عاش أحداثًا كبرى وشهد مراحل هامة من التاريخ الإسلامي، وساهم في نشر السنة النبوية من خلال أحاديثه الموثوقة.