وطنيات

مفاخر النصر..معركة شدوان ملحمة قوات الصاعقة المصرية

أهم العمليات التي قامت بها قوات الصاعقة ضد الإسرائيليين هي معركة شدوان، وكانت في شهر يناير 1970 وشدوان عبارة عن جزيرة صخرية منعزلة مساحتها تقريبا 70 كيلو مترا وتقع بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر ، ويوجد بها رادار بحري وفنار مدني لإرشاد السفن ليلاً منعاً من اصطدامها بالشعب المرجانية، وتبعد عن الغردقة 35 كيلو مترا وعن السويس 325 كيلو مترا، وتؤمنها سرية من الصاعقة المصرية ، وقد قامت قواتنا بوضع عدد محدود من أفراد قواتنا البحرية والبرية لحراسة الفنار وقد اشتركت أعداد كبيرة من طائرات العدو في مهاجمة موقع الفنار الذي يقع في جنوب الجزيرة، وكذلك مساكن المدنيين الذين يقومون بإدارة هذا الفنار.

 

وقامت القوات الإسرائيلية بهجوم ضخم على الجزيرة ليلة الخميس 21/22 يناير 1970 شمل الإبرار الجوي والبحري والقصف الجوي الذي استمر لعدة ساعات على الجزيرة وضد بعض موانئ البحر الأحمر التي يحتمل أن تقدم المعونة لقواتنا، وقد استمر القتال لمدة 6 ساعات كاملة بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وسرية الصاعقة المصرية.

وتمكن الإسرائيليون بواسطة قواتهم الجوية من إصابة أحد القوارب المصرية في الجزيرة واعترف الإسرائيليون بوقوع عشرة من جنودهم بين قتلى وجرحى بينما يقول المصريون إن خسائر الإسرائيليين كانت أكبر من المعلن عنها.

 

وقالت وكالات الأنباء وقتها إن من بين القتلى الإسرائيليين ضابطان هما الملازم إسحاق كوهين، 24 عاما ، والملازم إسرائيل بارليف ، وقالت وكالات الأنباء في حينها إن بقية أسماء القتلى لم تُعرف .

 

وفي الثامنة والربع من صباح 23 يناير صدر بيان عسكري مصري أذيع فيه ” بدأ العدو في الساعة الخامسة صباحاً هجوماً جوياً مركزاً على جزيرة شدوان، وقد تصدت وسائل دفاعنا الجوي لطائراته وأسقطت طائرة منها شوهد قائدها يهبط بالمظلة في البحر، وما زال الاشتباك مستمراً حتى ساعة صدور هذا البيان”.

 

وقد استخدم الإسرائيليون قواتهم الجوية المكونة من طائرات الفانتوم وسكاي هوك الأمريكية الصنع للهجوم على بعض القوارب المصرية التي كانت تتصدى له في المنطقة وأصابت واحداً منها، إلا أن وسائل الدفاع الجوي المصري أسقطت له طائرة أخرى، وقد أنزلت القوات المصرية بالقوات الإسرائيلية خسائر جسيمة في الأفراد لا تقل عن ثلاثين بين قتيل وجريح، طبقا للمصادر العسكرية المصرية ، وتمكنت وسائل الدفاع الجوي المصرية من إسقاط طائرتين للإسرائيليين إحداهما من طراز ميراج والأخرى من طراز سكاي هوك.

 

واستمر العدو في القصف الجوي لمدة أربع ساعات متتالية مستخدماً طائرات فانتوم وسكاي هوك الأمريكية الصنع ، وتمكن تحت هذا الغطاء الجوي من إنزال كتيبة مظلات منقولة بالهليكوبتر في الطرف الشمالي من الجزيرة حيث لا توجد أي قوات وقد تقدم العدو تحت ستار من القصف الجوي العنيف لاقتحام مواقع قوة الحراسة في جنوب الجزيرة وطلب من القوة أن تستسلم .

ورغم عنف القصف الجوي وما ترتب عليه من خسائر في قواتنا فقد رفض الرجال الاستسلام وقاتلوا العدو في بسالة وشجاعة نادرة من خندق إلى آخر وفي كل مكان حاول العدو أن يتقدم إليه.

 

وفي حوالي الساعة الواحدة من بعد ظهر الخميس أوقف العدو هجومه لعظم خسائره التي لم يكن يتوقعها رغم تفوقه الجوي والبري، ثم استأنف هجومه البري في حوالي الساعة الثانية من بعد الظهر، حيث تمكن من الوصول إلى منطقة جنوب الجزيرة حيث يوجد الفنار وجهاز رادار بحري صغير إنجليزي الصنع لإرشاد القوارب والسفن .

وقد أصيب هذا الجهاز نتيجة للقصف الجوي، واستمر رجالنا الأبطال في مقاومة العدو وفي قتاله في كل مكان من الجزيرة بالرغم من خسائرهم.

 

كما قدم جنودنا من القوات البحرية بطولات وتضحيات نادرة لتدعيم قوة الجزيرة رغم القصف المعادي، واستمر القتال طوال نهار الخميس بشدة بين رجالنا والعدو حيث قدرت خسائر العدو بأكثر من 50 قتيلاً وجريحاً حتى مساء الخميس.

وعند هبوط الظلام استخدم العدو المشاعل الملقاة من الطائرات ليتمكن من التغلب على مقاومة جنودنا بالجزيرة ومنع إمدادهم عن طريق البحر.

واستمرت قواتنا في الاشتباك مع العدو ، وقامت قواتنا الجوية بقصف جوي في المنطقة الجنوبية من الجزيرة التي تجمع بها العدو وبها مركز قيادة قواته، وقد تكبد العدو خسائر في المعدات والأرواح نتيجة لإغارة طائراتنا عليه، واستمر العدو في محاولاته في السيطرة على الجزيرة ولكنه فشل رغم تفوقه العددي ورغم الإمدادات التي وصلت ليلاً وذلك نتيجة للشجاعة التي أبداها رجالنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى