فنون و ادبوطنيات

صلاح ذو الفقار.. ضابط البوليس الذي هرّب السادات بعد اغتيال أمين عثمان

خاص – صوت القبائل العربية والعائلات المصرية

“إن الزواج بين مصر وإنجلترا زواج كاثوليكي لا طلاق فيه”، مقولة شهيرة كانت أحد أسباب تصاعد الغضب من صاحبها، ليتم اغتياله على إثرها وهو أمين عثمان وزير المالية فى حكومة الوفد في الفترة ما بين ١٩٤٢ حتى ١٩٤٦ ، الرجل الذى عرف عنه موالاته للإنجليز حتى إنه مُنح لقب السير، وقد وصفت حادثة اغتياله بأنها أشهر عملية اغتيال سياسي في أربعينيات القرن الماضي.

اغتيال أمين عثمان

في يوم السبت ٥ يناير عام ١٩٤٦، وفي الساعة السادسة والنصف مساءً، شهد شارع عدلي باشا اغتيال أمين عثمان وزير المالية في حكومة “الوفد”، وذلك حين وقفت سيارة أجرة أمام المنزل رقم ١٤ بشارع عدلي بوسط القاهرة ونزل منها أمين عثمان باشا، وأثناء دخوله مقر نادي “الرابطة المصرية البريطانية” فولج باب العمارة وكان المصعد الكهربائي معطلاً، فصعد درجات السلم، وما أن تخطى الدرجة الثالثة حتى لاحظ وجود شخص عاري الرأس يتتبعه ويناديه بإسمه، فلم يكد يلتفت نحوه حتى أطلق عليه ثلاث طلقات نارية فاضطر إلى الجلوس على السلم واستغاث.

وخرج الجاني من باب العمارة فارًّا في شارع عدلي إلى الجهة الشرقية ثم إلى ميدان إبراهيم باشا فشارع الملكة فريدة وهو يطلق النار هنا و هناك من مسدسين – كان يحملهما – ليبعد الجماهير عن ملاحقته والتي كانت تهرول لتتعقبه، حتى أفرغ ما فيهما من الرصاص، ثم ألقى نحو من كانوا يتعقبونه قنبلة يدوية، انفجرت في منطقة بأول شارع الملكة فريدة وأصابت شظاياها بعضهم، فتوقفوا عن تعقبه وتمكن من الفرار من شارع البيدق واختفى بين المارة، وأما عن أمين عثمان، فقد أجريت له عملية استخراج للرصاص، لكنه توفى في الساعة الرابعة صباح يوم ٦ يناير .

وألقت السلطات القبض على عدد كبير من المشتبه بهم، وتم التوصل للمتهم وهو حسين توفيق فتم القبض عليه وعلي شقيقه سعيد، واعترف “توفيق” فيها بقتل “عثمان” لأسباب وطنية وكشف عن أعضاء الجماعة السرية التى كونها لاغتيال الزعماء المصريين المتعاونين مع الإنجليز وكان من بين اعضاء تلك الجمعية محمد أنور السادات.

القبض على السادات

وتم القبض على البكباشي أنور السادات بتهمة الاشتراك في اغتيال أمين عثمان، هذا وقامت وزارة الداخلية بانتداب ضباطاً من مديريات الأمن القريبة من العاصمة، وكان من بينهم صلاح ذوالفقار، وكان برتبة ملازم أول، وقد وقع الاختيار عليه لحراسة المتهم محمد أنور السادات الذي حكي له أنه كان ضابطاً في القوات المسلحة وتم فصله من الخدمة بسبب اتهامه في اغتيال أمين عثمان وبعض عملاء الإنجليز.

ولمس ذلك الحديث وطنية صلاح ذو الفقار وحرك مشاعره، وكان وقتها الضابط صلاح ذو الفقار ضابط يساعد مساجين الرأي مثل السجين وقتها محمد أنور السادات وكان يأتي له بالطعام و الجرائد والسجائر، بل وكان يساعد أسرته للحصول على تصريح بالزيارة والاطمئنان عليه كما قالت كل من ابنته رقيه السادات وزوجته الأولى إقبال ماضي، بل وكان يهدأ من روع ابنته رقيه قائلا لها: “أبوكي بطل وليس سجينا”.

تهريب السادات

وقام الضابط صلاح ذو الفقار بتهريب “السادات” عدة مرات، الأولى في سجن مصر العمومي والثانية في قاعة محكمة باب الخلق للجنايات، وبعد فشله في المرتين نجح في الثالثة، وذلك في مستشفى مبرة محمد علي الخيرية وترتب عليه محاكمة صلاح ذو الفقار عسكريًا ولكنه استطاع الخروج من تلك الأزمة التي لحقت به، وذلك بعد تدخل وزير الحربية والداخلية حيدر باشا الذي طلبه ضمن مجموعة من الرياضيين للالتحاق بفريق الملاكمة بنادي الزمالك.

حفظ السادات هذا الجميل لصلاح ذو الفقار، ولم تنقطع صلته به بعد تبرئته من اغتيال أمين عثمان، وكان الرئيس السادات حريصاً دوماً على دعوة الفنان صلاح ذو الفقار في مناسباته العائلية في زواج بناته أو مناسباته العامة وأعياد أكتوبر وثورة يوليو والمناسبات الدينية والمولد النبوي الشريف وغيرها.

وبعد أن تولى أنور السادات رئاسة منظمة الشعوب الأفريقية والآسوية اختار صديقة ضابط الشرطة صلاح ذو الفقار مديرًا تنفيذيًا للمنظمة.

دخوله عالم الفن

ودخل صلاح ذو الفقار الفن عن طريق الصدفة، بدافع من شقيقيه محمود وعز الدين ذو الفقار، وشارك أمام الراحلة شادية في فيلم “عيون سهرانة”، ولم يكُن حينها استقال من الشرطة، لذا اشترط أن يكون دوره في الفيلم يليق بمركزه كضابط، وذلك كممارسة لهواية أحبها منذ طفولته، وبعدها استقال من الشرطة وتلقى دروساً في الإلقاء من الفنان عبد الرحيم الزرقاني، ليستمر بالعمل بالمجال الفني والسينما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى