وطنيات

مزار عيون موسى.. موقع سياحي يُخلد ذكرى البطولات المصرية في حرب أكتوبر 73

أسماء صبحي
يبعد مزار عيون موسى عن مدينة السويس بحوالي 30 كم، وعن عيون موسى جنوباً بحوالي 4 كم، حيث يقع غرب شبه جزيرة سيناء بالقرب من منطقة عيون موسى التاريخية، ويرجع تاريخ المنطقة إلى نبي الله موسى عليه السلام عند خروجه من أرض مصر ماراً بهذه المنطقة، لذا نُسب اسم المزار إليها لأهميتها دينياً وتاريخياً وعسكرياً.
 
ويعرف المزار أيضاً باسم “متحف النقطة الحصينة بعيون موسى”، وذلك نظرًا لأهميته العسكرية والاستراتيجية، حيث كان يعتبر نقطة قوية للاحتلا الإسرائيلي بعد احتلاله شبه جزيرة سيناء قبل حرب أكتوبر 1973م، وكان للموقع السيطرة الكاملة على الجزء الشمالي من خليج السويس ومدينة السويس وبور توفيق.
 
ويوجد في المزار منظاراً بفتحتين للعين بعيد المدى يصل طوله إلى المتر تقريباً يتمكن الشخص من مشاهدة واستطلاع أكثر من 40 كم، بوضوح ومازال المنظار موجود حتى الآن في مبنى على تلة عالية من موقع المزار، كما يوجد في المبنى كافتيريا لتقديم المشروبات الباردة والساخنة للزائرين ، كما يتحكم في طريق “الشط – الطور” المؤدي إلى جنوب سيناء.
 
واستغل العدو الإسرائيلي هذا الموقع في قصف مصانع البترول والزيتيات ومصنع السماد وميناء الأدبية والمنشآت المدنية بمدينة السويس وبور توفيق غرب القناة.
 

انتصار القوات المصرية

وبالرغم من سيطرة إسرائيل على هذه المنطقة الحصينة في ذلك الوقت بكافة وسائل التأمين المتاحة، إلا أن القوات المسلحة المصرية في حرب 1973 نجحت في الاستيلاء على هذا الموقع الهام بعد احتلاله طيلة الست سنوات التي سيطر فيها الاحتلال على شبه جزيرة سيناء بشكل كامل.
 
وفي يوم 9 أكتوبر، صدرت الأوامر من القيادة العسكرية المصرية بمهاجمة الموقع الحصين، إلى إحدى الوحدات الميكانيكية التي شكلت ثلاثة مجموعات قتال، دفعت الأولى في اتجاه رأس مسلة والثانية إلى منطقة مقتل المصري والثالثة إلى موقع عيون موسى.
 
وبعد أن شعر العدو بإصرار القوات المسلحة على الاستيلاء على الموقع، انهارت روحهم المعنوية وانسحبت قواته وفرت تاركه ورائها الموقع بكامل أسلحته ومعداته وأجهزة التأمين، ومازالت موجودة إلى الآن في الموقع.
 
ونجحت مجموعة القتال المصرية التي تم تشكيلها على أعلى مستوى في ذلك الوقت، في الاستيلاء على الموقع قبل آخر ضوء يوم 9 أكتوبر 1973م في نفس اليوم، وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية قامت القوات المسلحة المصرية بتأمين الهيئات ذات الأهمية التكتيكية والحيوية حوله خشية التعرض الموقع إلى هجوم مضاد من العدو للقوات المصرية لأهميته العسكرية .
 
وحاول العدو بعد ذلك، القيام بهجوم مضاد ولعدة مرات بمعاونة قواته الجوية في محاولة مستميتة لاسترداد الموقع، إلا أنه بفضل الروح المعنوية العالية للمقاتلين المصريين والإيمان بعدالة قضيتنا قاموا بصد جميع الهجمات المضادة بنجاح، وأصبح الموقع تحت سيطرة القوات المسلحة المصرية .
 

متحف النقطة الحصينة

ويعتبر مزار “عيون موسى” دليل على قدرة وعبقرية الجيش المصري الذي تمكن من الاستيلاء عليها على الرغم من شدة تحصينها، والتي كانت بمثابة إحدى قلاع التحصين لخط بارليف التي استطاعت القوات المسلحة من تدميره بالكامل .
 
ويضم موقع المزار، ستة دشم خرسانية مسلحة ذات حوائط سميكة مغطاة بقضبان سكة حديد وفوقها سلاسل من الصخور والحجارة التي يمكنها تحمل القنابل زنة 1000 رطل، ومحاطة بنطاقين من الأسلاك الشائكة ومزوده بشبكه إنذار إلكترونية وكل دشمة بها هاوتزر عيار 155 مم وبابه من الصلب وهناك أماكن مخصصة لمبيت الجنود والقادة يربطها خنادق المواصلات ويعلوها نقط مراقبة ومنشآت إدارية وطبية وهذه النقطة بها الاكتفاء الذاتي الذي يكفيها لمدة شهر.
 
ويتذكر أهالى السويس هذه المنطقة الحربية ويعرفونها جيداً، فهي التي كانت تطلق منها القذائف على السويس لتدمر وتقتل وتصيب وترعب الأهالي، وأجبرتهم على هجرة مدينتهم خوفاً من القصف المتوالي عليهم .
 
وكان كل مدفع يحتاج لحوالي 8 أفراد، منهم من يضع الذخيرة ومنهم من يوجه المدفع ومنهم من يحدد الهدف ومنهم من يكون في راحة ليتناوبوا العمل على المدفع، ولأجل هذا فقد صنعوا أماكن للإقامة والنوم ومخابئ للذخيرة ووصلوا هذا كله ببعض عن طريق ممرات محصنة لا تخترقها القذائف.
 

مكونات مزار عيون موسى

وتتكون النقطة من مبنى بانوراما عيون موسى، وموقع المدافع 155مم والرشاشات، وقاعة تاريخية، ومكتبة تاريخية، ومحلات لبيع الهدايا، وكافتيريا، وهى تعد أحد المزارات السياحية الهامة فى مصر إلا أن الكثير من المصريين لا يعرفون عنها شئ وليس لها نفس شهرة النقطة الحصينة تبة الشجرة.
 
كما يحتوي الموقع من الداخل على كتابات كثيرة باللغة العبرية، وخاصة الغرف الداخلية وغرفة رئيس الموقع، ويحتوي المزار أيضاً على مسجد صغير أنشأته القوات المسلحة للصلاة فيه، ويوجد أيضاً قاعة مخصصة لكبار الزوار من الدولة لاستقبالهم ومخصصة أيضاً للمؤتمرات .
 

مواعيد الزيارة

وحددت القيادة المسئولة عن المزار توقيتات الزيارات للموقع والتي تبدأ من الساعة التاسعة صباحاً حتى العاشرة مساءً في فصل الصيف، ومن التاسعة صباحاً حتى السادسة مساءً في فصل الشتاء .
 
ويأتي إلى هذا المكان مختلف السائحين والزوار من المصريين والأجانب خلال زيارتهم إلى شبه جزيرة سيناء لاستكشاف الموقع التاريخي الذي سيطر عليه الجيش المصري في انتصارات حرب 73 المجيدة .
المصدر: موقع البادية اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى