السعودية.. تراث يحكي تاريخًا
السعودية.. تراث يحكي تاريخًا
عبر رحلة في المواقع السعودية الستة المدرجة على قائمة “اليونسكو” للتراث العالمي نستكشف تراثًا يحكي تاريخًا للإنسان والمكان عبر آلاف السنين.
المواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية هي شاهد على تاريخ عريق للإنسان الذي أبدع في المكان قبل 10 آلاف سنة. تاريخ أعاد العالم اكتشافه خلال العقود الأخيرة. وخلال السنوات الماضية أدرجت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة “اليونسكو” 6 مواقع أثرية في قائمة التراث العالمي. وعبر رحلة في المواقع الستة نستكشف تراثًا يحكي تاريخًا للإنسان والمكان عبر آلاف السنين.
العلا
تعد منطقة العلا السعودية شاهدًا على حضارة الأنباط التي استمرت قرابة ألفي عام، ازدهرت فيها الفنون وكانت المنحوتات الفنية الفريدة تعبيرًا عن هذه الحضارة. وأُدرجت العلا (مدينة الحجر) على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وكانت مركزًا للأنباط على الطريق التجاري القديم الذي كان يربط بلاد فارس بالشرق والبحر المتوسط.
وبحسب مواقع التراث العالمي فإن الإنسان استوطن العلا منذ أكثر من 3 آلاف عام. وكانت مركزًا تجاريًا. وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة “اليونسكو” العلا كأول موقع للمملكة العربية السعودية يُدرج في قائمة التراث العالمي عام 2008. ويضم الموقع مقابر ضخمة محفوظة حفظًا جيداً, لها واجهات مزخرفة تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد. ويحوي الموقع 50 نقشاً وعدداً من رسوم الكهوف. ويعتبر بمقابره الضخمة البالغ عددها 111 مقبرة وآباره المائية، نموذجاً استثنائيًا للإنجازات المعمارية للأنباط وخبراتهم الهيدرولوجية.
ويعد “القصر الفريد” أو مقبرة “لحيان بن كوزا” الأشهر في المنطقة. وهي مقبرة نُحتت على كتلة ضخمة من الحجر الرملي. وتتميز هذه المقبرة بالنقوش على واجهتها التي تضم 4 أعمدة شاهقة. ويعتقد أن السلالم عند قمتها تدعم مرور الروح إلى السماء. ويوجد أيضًا “جبل البنات” الذي يضم 31 مقبرة لسيدات من كبار قوم الأنباط والأثرياء. ويمكن رؤية التأثيرات المعمارية اليونانية الرومانية والآشورية والمصرية، مثل النسور وأبو الهول والمثلثات والأعمدة، في جميع أنحاء المقابر.
وفي هذه المنطقة، تزين الأشكال والنقوش الفريدة جبل “إثلب”. وينبهر العلماء عند دخولهم الجبل بوجود غرفة كبيرة هي قاعة للاجتماعات تستوعب أكثر من 12 شخصًا. ويعتقد الكثير من الأثريين أن كبار قوم “الأنباط” الذين سكنوا المنطقة كانوا يستخدمون هذه القاعة الفريدة لمناقشة قضاياهم الاجتماعية والدينية. وعبر الممرات الصخرية والمنطقة المحيطة بالجبل، قام الأنباط بنقش “المحاريب” والتي يبلغ عددها 13محرابًا يمثل كل محراب إلهًا كان يعبده أهل هذه المنطقة قبل آلاف السنين.
وبحسب الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية، فقد سُكنت العلا من قبل الثموديين في الألفية الثالثة ق.م. وأنشئوا بها مملكة صغيرة أسموها “مملكة ديدان”، وفقًا لعالم الآثار “وليام ألبرايت”، ومن بعدهم سكن اللحيانيون في القرن التاسع ق.م. وفي القرن الثاني ق.م احتل الأنباط العلا، وأسقطوا دولة بني لحيان، واتخذوا من بيوت الحجر معابد ومقابر، وكانت جزءًا من مملكة الأنباط في الشمال بالبتراء، وقد نسب الأنباط بناء مدينة الحِجْر لأنفسهم في النقوش التي عُثِرَ عليها، لكن مدينة الحجر حوت أيضًا بعض النقوش المعينية واللحيانية.
صخور حائل
تعد صخور حائل دليلًا تركه الأولون في جزيرة العرب عبر النقوش الدقيقة على الحضارة في هذه المنطقة. فعبر صخور حائل تمضي إلى 10 آلاف عام مضت في هذه المنطقة الواقعة بين جبل سنمان في جوبة وجبل واط في الشويمس بحائل. وتعرف علماء الأثار على بحيرة عذبة كبيرة كانت تقع بين تلك الجبال، كانت مصدرًا للمياه العذبة، جعلت المنطقة تمثل مستوطنة للسكان الذين أسسوا تراثًا ثقافيًا وحضاريًا.
ووفقًا لموقع “اليونسكو” فإن أسلاف الجماعات السكانية العربية الحالية تركوا آثاراً تدل على تواجدهم في حائل، وذلك في العديد من ألواح النقوش الصخرية والكثير من النقوش الأخرى. وتؤلف جبال المنجور وراطا منحدرات صخرية لواد تغطيه الرمال في الوقت الحاضر ويمثل عددًا كبيرًا من الأشكال الآدمية والحيوانية يمتد تاريخها إلى 10 آلاف سنة. وساهمت الظروف الجوية في الحفاظ على هذه النقوش الفنية بالجبال الصخرية التي تبعد عن حائل بنحو 90 كيلومترًا.
وتصور نقوش صخور حائل (التي أدرجت على قائمة التراث العالمي لليونسكو في 2015) الصيد مع الماشية والكلاب ومشاهد الرقص والقتال، فضلاً عن الأنشطة الاجتماعية والدينية. ونجد من ضمن هذه النقوش صورًا تماثيل آلهة نجران قبل الإسلام، منها نقش لامرأة مرفوعة اليدين بأصابعها الممتدة، وشعرها المتناثر لجلب الهواء والمطر، وحولها حيوانات وسهام ترمز لممارسات سحرية وطقوس تُجرى عادة لضمان الصيد الوفير . ومن أشهر النقوش في صخور حائل نقش لكلب ويعد أقدم تصوير للكلاب المستأنسة في العالم، حيث يعود إلى أكثر من 8000 عام.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية, فإن تلك النقوش تتيح التعرف على تقنيات الأدوات الحجرية التي استخدمها الإنسان القديم في حفر رسومه ونقوشه الكتابية المتنوعة والغنية ومن أبرزها ما يشاهده الزائر في جبل أم سنمان والتي تمثل النمط المبكر للحفر والنقش كما في جبل غوطة والذي يعود تاريخهما الزمني للألف السابع قبل الميلاد. وسمي جبل أم سنمان بهذا الاسم نسبة لشكله كونه يشبه إلى حد كبير الناقة ذات السنامين وهي مستقرة في الأرض ويعد هذا الجبل في زمن الجاهلية من أحصن وأمنع المواقع إذ إن العرب كانت قديمًا تلجأ إليه طلبا للسلامة وملاذاً من الخوف كذلك يستدل به القادم من نفود الصحراء.
وتتميز رسوم ونقوش هذين الجبلين بمشاهد غنية للحياة اليومية للإنسان والحيوان اللذين استوطنا هذه المنطقة ويمكن تقسيم وجودهما إلى فترتين: الأولى تعود للألف السابع قبل الميلاد وبها تظهر الأشكال الآدمية المكتملة مع الأذرع الرفيعة وبروز الجسد المكتنز عند طية الفخذ وظهور أشكال النسوة ذوات الشعر المجدول المتدلي وذوات الملابس المزخرفة وظهور الأشكال الحيوانية مثل الإبل والخيل غير المستأنسة والوعول ومجموعات مختلفة من أشكال الأغنام والقطط والكلاب التي استخدمت في الصيد. فيما تعود الفترة الثانية للعصر الثمودي وأبرز رسومها ونقوشها الصخرية تتمثل باستئناس الجمال حيث تظهر مشاهد المحاربين على ظهورها وبأيديهم الحراب وتظهر الوعول والفهود والنعام إضافة إلى أشكال رمزية وأشجار النخيل.
موقع حمى الأثري.. كتابة الأبجدية
يعد موقع حمى الثقافي هو سادس موقع أثري سعودي ينضم إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي في 2021. ويزخر هذا الموقع (جنوب غربي السعودية) بكنز تاريخي من الصخور التي نُقش عليها أكثر من 500 عمل فني ونقش ورسوم صخرية تصور حيوانات ونباتات وأعمال صيد تعود لنحو 7 آلاف عام. ومن أهم. تلك النقوش نقش الملك الحميري يوسف آسار يثأر والذي يعود لأكثر من 2500 عام. ووفقًا لخبراء الأثار فإن حمى كانت ضمن طريق تسلكه قوافل التجار من جنوب شبه الجزيرة إلى الشمال والعكس. وكانت القوافل تعرج على حمى للحصول على المياه العذبة من الآبار.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية, فإن موقع “حمى الأثرية” يقع في الشمال من نجران بنحو 130 كيلومترًا. ويحتوي على عدد من المواقع الأثرية كجبل “صيدح” وجبل “حمى” وموقع “عان جمل” و”شسعا” و”الكوكب”، فضلًا عن النقوش والرسوم التي كانت بمثابة أولى محاولات الإنسان لكتابة الأبجدية القديمة. وكانت النقوش والرسوم الصخرية شاهدًا تاريخيًا على محاولات الإنسان لكتابة الأبجدية التي عرفت بالخط المسند الجنوبي الذي أدت التجارة إلى انتشاره حيث أصبحت المنطقة الممتدة من آبار حمى مسرحاً للقوافل التجارية كجزء من الطريق البحري القديم، وكان الذين يرتادون هذا الطريق يسجلون ذكرياتهم ورسومهم بالخطين الثمودي والمسند الجنوبي، وذلك على امتداد الطريق وحول مصبات المياه والكهوف وفي سفوح الجبال عند آبار حمى.
ويضم موقع حمى الأثري سبعة آبار منها الحماطة وسقيا والجناح وأم نخلة والقراين، وأغلبها قد حفر في الصخور، وعدّت من معالم الحضارة والتاريخ العتيق لهذا المكان، ويحيط بها الكهوف والجبال من جميع الجهات عدا الجهة الشرقية، وهي مليئة بالرسوم والنقوش الصخرية التي تشتمل على الرسوم الآدمية والحيوانية. كما أن هناك أكثر من 34 معلمًا وموقعًا أثريًا تنتشر حول تلك الآبار.
جدة التاريخية
تقف البيوت القديمة في المنطقة المجاورة لميناء جدة شاهدًا تاريخيًا يدعو إلى التأمل في فنون العمارة لما امتازت به هذه البيوت، إذ بُنيت من مواد خاصة كانت تستخدم قديمًا وتميزت بامتصاصها للحرارة والرطوبة لتُبقي البيوت باردة من الداخل، إضافة إلى الرواشين والأخشاب التي تزين جدران وأبواب هذه البيوت. ومن أشهر هذه المباني التاريخية قصر المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود المسمى بقصر خزام. ومن التحف المعمارية القديمة أيضًا بيت نصيف، التحفة المعمارية الأعرق في جدة الذي أخذ فيه الملك عبد العزيز البيعة من أهل الحجاز، ومتحف بيت المتبولي وبيت آل جمجوم وبيت آل باعشن وآل قابل في حارة اليمن.
وحافظت المنطقة التاريخية بجدة على هويتها التاريخية والحضارية، عاكسة اهتمام في الحفاظ على الهوية الأصيلة للمملكة عبر المنازل العتيقة وحارتها ومساجدها الأثرية التي تحيط بها الساحات الصغيرة والأزقة المتعرجة الممتدة من قرون مضت وما زالت تحافظ على رونقها البدائي والحياة الاجتماعية.
وأدرجت اليونسكو جدة التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي في عام 2014. وهي تضم بيوتًا شهيرة ضاربة في عمق التاريخ، تزيينها الروشين كنمط بناء سائد بجدة منذ القدم، إضافة لمحال الحرف اليدوية المنشرة بالأسواق القديمة التي مازال بعضها متواجد حتى الوقت الحالي والتي تعتبر شريان “التاريخية” الاقتصادي والحيوي ومن أشهرها: “سوق العلوي”، و”سوق قابل”، و”سوق الندى” ، و”سوق السمك” العروف بـ “البنقلة”، وسوق الخضروات والجزارين بالنوارية الواقعة في نهاية شارع قابل إلى ناحية الشرق، إلى جانب عدد من الخانات التاريخية التي تتكون من مجموعة دكاكين تفتح وتغلق على بعض ومن أهمها خان الهنود والقصبة “محل تجارة الأقمشة” وخان الدلالين وخان العطارين.
ويميز “البيت الحجازي” المنطقة التاريخية بالتصميم التقليدي ذو الخصوصية بين فنون العمارة، والأشبه بالتحفة المعمارية التي تجمع بين التراث الحجازي وفن العمارة الإسلامي، وتميزت هذا المنطقة بحاراتها الأربع وهي: المظلوم، واليمن، والبحر، والشام التي شيدت منذ قديم الزمن وسكنها قامات من الرجال لهم بصمتهم الكبيرة في المجتمع الجداوي، كما اشتهرت بمساجد لها مكانتها في ذاكرة الأهالي منها : “مسجد الشافعي”، و”مسجد عثمان بن عفان”، و”مسجد الباشا”، و”مسجد عكاش”، و”مسجد المعمار”، و”مسجد الرحمة”، و”مسجد الملك سعود”، و”مسجد الجفالي”، و”جامع حسن عناني”.
حي الطريف
شكل حي الطريف بالدرعية الذي يقع في قلب شبه الجزيرة العربية، شمال غرب الرياض، أول عاصمة لأسرة آل سعود. ويحمل حي الطُّريف الذي أُسس في القرن الخامس عشر آثار الأسلوب المعماري النجدي الذي يتفرد به وسط شبه الجزيرة العربية. وتنامى في القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، ويضم هذا الممتلك آثار الكثير من القصور، فضلاً عن مدينة بُنيت على ضفاف واحة الدرعية.
وأدرجت “اليونسكو” حي الطريف ضمن قائمة التراث العالمي في عام 2010. وجاءت “الدرعية التاريخية” الموقع السعودي الثاني المسجل في قائمة التراث العالمي بعد موقع الحجر (مدائن صالح). وجاءت. ويمثل اختيار “حي الطريف” بمحافظة الدرعية شمال 20 كلم غرب مدينة الرياض ليكون ضمن قائمة التراث العالمي؛ تقديرًا عالميًا بالقيمة التاريخية لهذا الموقع الأثري، وإبرازًا للمكانة الآثارية للمملكة. والدرعية المعروفة قديماً بـ “العوجاء” واحة غنّاء تتزين بالنخيل وترفل بالنسيج العمراني الفريد الذي يشكل لوحة فنية راقية للعمارة التقليدية في نجد ووعاءًا تراثيًا وثقافيًا تطل من خلاله على العالم.
وترقد الدرعية وادعة بين ضفتي وادي خصيب مُليء بأشجار النخيل، وتظهر بحلة بهية على واديٍ يعد الأكبر في الجزيرة العربية – وادي حنيفة. وسرعان ما احتلت الدرعية الصدارة على الطريق التجاري من شرق الجزيرة إلى غربها، واستمرت الدرعية المدينة الأشهر بوادي حنيفة خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين، السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، إضافة إلى تحكمها في طريق الحج إلى مكة المكرمة فامتد سلطانها على عدد من قرى وادي حنيفة وبلغ نفوذها إلى ضرماء في الجهة الغربية من جبل طويق وإلى أبا الكباش شمال الدرعية.
ويلف الدرعية سور قديم يتميز بتحصيناته وأبراجه العالية المشرفة على كل الأحياء وتبلغ مساحة الدرعية والمراكز المرتبطة بها (2020 كيلو متر مربع تقريباً) ويخترقها وادي حنيفة وتفريعاته المختلفة مثل الخسيف، والحريقة، وغبيراء، والبليدة، والمغيصيبي، وقصير، وصفار، وقليقل، وقري عمران، والملقا، ودبوس، والعلب، وغصيبة، وناظرة ، والسلماني، والرفيعة، وسمحان، وشعيب كتلة، والقرين، والطريف. وتضم الدرعية عدداً من الأحياء مثل حي الغصيبة الرئيسي، وأحياء الظهيرة والطرفية والبجيري والعودة والبليدة والسريحة، وتتميز هذه الأحياء العامرة قديمًا بأنها تشترك في كثير من عناصرها العمرانية التي تمثل مفهوم العمران الإسلامي الذي يميز بالخصوصية واحترام الجار ، إلى جانب المظهر العام للبيوت الذي يوحي بالحياة البسيطة والبعد عن البذخ، ويتوسط هذه الأحياء المسجد الجامع الذي يعد مكان العبادة والاجتماع والشورى.
كما تضم هذه الأحياء عدداً من القصور مثل قصر سلوى – قصر الحكم – الذي بناه الإمام محمد بن سعود في القرن 12 وكان مسكنا للأمير ومنه تدار شؤون الدولة، وقد تعاقب عليه عدد من الأئمة الذين أدخلوا تعديلات عليه ويعد اليوم نموذجاً للإعمار النجدي والطراز الطيني والحجري.
واحة الإحساء
أدرجت اليونسكو واحة الإحساء ضمن قائمة مواقع التراث العالمي في 2018. وهي تعد من أشهر واحات النخيل التي تزخر بعيون المياه العذبة، وهي أكبر واحة نخيل محاطة بالرمال في العالم، حيث تضم أكثر من 1.5 مليون نخلة منتجة للتمور. ويرجع أقدم تاريخ للاستقرار البشري في الأحساء إلى الألفية الخامسة قبل الميلاد، وتميزت الأحساء بنشاط زراعي كبير عبر التاريخ فعرفت الأحساء أساليب زراعية متنوعة وأنظمة ري متطورة، وتم الكشف عن قنوات ري تمتد على طول الأجزاء الشرقية لواحة الأحساء تحمل الماء من العيون والينابيع إلى الأراضي الزراعية.
واعتبرت اليونسكو أن واحة الإحساء منظرًا طبيعيًا تراثيًا وثقافيًا فريدًا ومثالًا استثنائيًا على التفاعل بين البشر والبيئة المحيطة بهم. وتزخر هذه الواحة الواقعة في الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية بـ “الحدائق وقنوات الري وعيون المياه العذبة والآبار وبحيرة الأصفر ومبان تاريخية ونسيج حضري ومواقع أثرية تقف شاهدًا على توطن البشر واستقرارهم في منطقة الخليج منذ العصر الحجري الحديث حتى يومنا هذا”.
وتقع واحة الإحساء في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، على مساحة إجمالية تفوق 85 كم2، وتشكل مشهدًا ثقافيًا متطورًا يحتوي على بساتين النخيل، والقنوات، والعيون، والآبار، وبحيرة الصرف المائي، ومناطق أثرية شاسعة، ومجموعة مختارة من التراث العمراني داخل مستوطناتها التاريخية، التي تجسد أهمية الواحة باعتبارها مستوطنة تقليدية كبرى طوال 500 عام.
وتمتلك واحة الإحساء “طوبوغرافية” واضحة تتمثل في مجموعة عناصره ” العيون المائية، والكهوف، والجبال، والسهول، والقنوات الحديثة والتاريخية، وأساليب رفع المياه، والمستوطنات البشرية ومناطق الصرف الطبيعية”. وتعد واحة الإحساء، أكبر واحة في العالم، وقد حافظت على تماسك جغرافيتها الأصلية ووظائفها الاقتصادية والاجتماعية كمركز زراعي رئيس لشبه الجزيرة العربية، ومركز اقتصادي مهم يرتبط منذ الحضارات العالية ببقية الخليج والعالم. وتضم الواحة عددًا من المعالم التي أهلتها لتكون ضمن مواقع التراث العالمي مثل: سوق القيصرية التراثي، والمدرسة الأميرية “بيت الثقافة”، ومسجد جواثى التاريخي، وقصر إبراهيم، وبيت البيعة “الملا”، إضافة إلى واحة نخيل الإحساء، التي تحوي عدداً من المباني والمواقع التراثية والطبيعية.
المصدر: موقع “اليونسكو” – وكالة الأنباء السعودية