تاريخ الإمبراطورية المغولية التي أرعبت العالم من البداية إلى النهاية
أسماء صبحي
الإمبراطورية المغولية هي اكبر امبراطورية مترابطة الأطراف في التاريخ، أسسها واحد من أقوى خمسه جيوش في التاريخ. تحت قيادة واحد من أذكى قادة التاريخ العالمي وأبنائه من بعده، جانكيز خان. كل ذلك من العدم تقريبًا وإلى العدم مصيره في النهاية.
توحيد قبائل المغول
بدأ الأمر مع توحيد جانكيز خان لقبائل المغول، تلك القبائل المتناحرة فيما بينها الواقعة تحت نفوذ الصين جارتهم القوية. وحدها جانكيز خان لينظم قوتهم تلك و يقضي على الحمية القبلية فيهم و يبدأ معهم رحلة التوسع، التي بدأت بالصين أقرب و أقوى جيرانهم. ولم تتوقف عند الصين بل وبدأت في ضم كل الأراضي المجاورة شمالًا وجنوبًا.
بجيش من المحاربين الأشداء و تكيكات الحرب الخاطفة على ظهر الخيول الصغيرة السريعة، استطاع المغول بعد أن نجح جنكيز خان في تحديد وجهتهم في إرعاب العالم. وما إن انتهوا من جيرانهم القريبين حتى بدأت المناوشات مع جيرانهم الأبعد الدولة الخوارزمية. ولم تنتهي تلك المناوشات حتى انتهت الدولة الخوارزمية.
زمع وفاة جنكيز خان عام 1227 م لم يتوقف المغول عن توسعهم حتي سيطروا على كامل البر الصيني وكامل آسيا الوسطى. ثم توجهوا إلى أوروبا التي دمروا فيها أولا الدول الروسية في أوكرانيا و هددوا وسط أوروبا كامل. ولم يسلم الشرق المسلم منهم فبعد الدولة الخوارزمية سيطر المغول على إيران و العراق والأناضول. ودخلوا بغداد التي عاسوا فيها فساداً بعد أن كانت حاضرة الدنيا. وقتلوا أهلها و دمروا مكتباتها حتى أن نهري دجلة و الفرات تحول أحدهم للون الأحمر من كثرة الدماء والثاني للون الأسود من كثرة الحبر. فضاع على الدنيا علم غزير بفضل تلك الإمبراطورية التي بلغت مبلغ لم يبلغه أقرب منافسيهم في الاتساع. إذ وصلت لـ ٣٣ مليون كم و جميعها مناطق مأهولة بالسكان على عكس روسيا التي بلغت مبلغ كبير من الاتساع في مناطق خاوية.
نهاية الإمبراطورية المغولية
إلا أن تلك الإمبراطورية لم تستمر طويلًا، فبعد أقل من ١٠٠ سنة من بدايتها انقسمت على نفسها بعد أن صبغ أبنائها أنفسهم بألاوان البلاد التي فتحوها. فتجد قبيلة كالقبيلة الذهبية التي سيطرت على مساحات شاسعة من روسيا ووسط آسيا قد تحولت للإسلام و انفصلت عن الكتلة المغولية. لتتبعها في ذلك كل القبائل التي انفصلت كخانية مغول فارس التي تحولت إلى الإسلام هي الأخرى.
حتى العاصمة في بيكين تقوقعت على نفسها ولم تبذل بقيادة قوبلاي خان الجهد الكافي لإعادة ما خرج من تحت يدها. لتتحول هي الأخرى إلى امبراطورية صينية خالصة بعد أن صبغت هي الأخرى بالثقافة الصينية. لتنتهي الإمبراطورية التي أرعبت الدنيا عام 1294م، ويستمر سقوط المغول القبيلة تلو الأخرى فيما بعد.