الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني: مؤسس دولة قطر وباني مجدها
أسماء صبحي
يعد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني (1825-1913) من أهم الشخصيات القبلية في تاريخ قطر، حيث يُعرف بـ”المؤسس” الذي وضع اللبنة الأولى لبناء الدولة القطرية الحديثة. وكان الشيخ جاسم زعيمًا لقبيلة آل ثاني، إحدى القبائل العربية ذات النفوذ في منطقة الخليج، ونجح بفضل حكمته وشجاعته في توحيد القبائل وحماية استقلال قطر من الأطماع الإقليمية والدولية في القرن التاسع عشر.
نشأة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني
ينتمي الشيخ جاسم إلى قبيلة آل ثاني التي استقرت في منطقة الزبارة شمال غرب قطر قبل أن تنتقل إلى الدوحة في منتصف القرن التاسع عشر. وعرف الشيخ جاسم منذ صغره بالحكمة والفطنة، حيث تلقى تعليمًا دينيًا على يد كبار علماء الدين، مما صقل شخصيته وزرع فيه القيم الإسلامية.
وبعد وفاة والده الشيخ محمد بن ثاني، تولى الشيخ جاسم القيادة في عام 1878. وقد تمكن من توحيد القبائل القطرية تحت رايته، معززًا تماسك المجتمع القطري في مواجهة التحديات. وكان هدفه الأول هو ترسيخ استقلال قطر وحمايتها من النفوذ البريطاني والهيمنة العثمانية، إضافة إلى التصدي للنزاعات القبلية التي كانت تهدد الاستقرار في المنطقة.
أبرز إنجازات الشيخ جاسم
- ترسيخ السيادة القطرية: تمكن الشيخ جاسم من تعزيز استقلال قطر في وقت كانت فيه القوى الإقليمية تتنافس على السيطرة على الخليج.
- التصدي للغزوات: واجه بشجاعة عدة حملات عسكرية، بما في ذلك الحملة البريطانية التي أرسلتها البحرية عام 1893، حيث دافع عن قطر في معركة الوجبة، وهي معركة مفصلية كرست استقلال البلاد.
- نشر التعليم والدين: اهتم الشيخ جاسم بنشر التعليم الديني وبناء المساجد، مما ساهم في رفع الوعي الديني بين السكان وتقوية الهوية القطرية.
الصفات الشخصية
كان الشيخ جاسم يتمتع بصفات قيادية بارزة، مثل:
- الحكمة: حيث كان يعرف بحسن تدبيره وحل النزاعات.
- الشجاعة: دافع عن استقلال قطر بقوة في مواجهة التحديات.
- الكرم: عُرف بمساعدته للفقراء والمحتاجين، وكرمه الكبير تجاه أبناء القبائل.
ورغم وفاته عام 1913، لا يزال الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني حاضرًا في ذاكرة القطريين. إذ يعتبر يوم 18 ديسمبر، ذكرى توليه الحكم، اليوم الوطني لدولة قطر، احتفاءً بإسهاماته في بناء الوطن. كما أن النهج الذي وضعه في ترسيخ القيم القبلية والهوية الوطنية القطرية لا يزال يلهم قادة البلاد إلى اليوم.