وطنيات

للوطنية وجوه كثيرة ( الحاج خليل عفيفى )

للوطنية وجوه كثيرة ( الحاج خليل عفيفى )
……..
فى تاريخنا الوطنى حدث فريد من نوعه لوجه جديد من الوطنية يثير إنبهارك ودهشتك وقد يحرك دموعك إعجابا بهذا الوطن الملهم..إنه الحاج خليل عفيفى
………..
تاجر أقمشة من الزقازيق لم ينتمى يوما إلى أى حزب سياسى أو تيار فكرى ، وصل لسمعه أن الزعيم الكبير محمد فريد توفى فى الغربة ( ألمانيا ) وأن الإحتلال الإنجليزى قرر عدم دخول جثمانه مصر ، إنزعج الحاج خليل ، سافر إلى القاهرة وسعى قدر الإمكان للحصول على تصريح من الحكومة للموافقة على نقل رفات الزعيم إلى وطنه ، وافقت الحكومة لكنها رفضت تحمل أى تكاليف أو إجراءات نقل الرفات فى الوقت الذى تعانى فيه إسرة الزعيم من الفقر
…….
قرر الحاج عفيفى بيع جميع أملاكه لاستخدام النقود فى مهمتة الوطنية التى تتمثلت فى إحضار الجثمان بنفسه من ألمانيا ، وبالفعل سافر عفيفى لباريس لكنه توقف هناك لمدة شهر بسبب إندلاع المظاهرات فى ألمانيا هذا بخلاف إصابته بإلتهاب رئوى حاد ، وبعد إستقرار الوضع فى ألمانيا تسافر اليها ليفاجئ هناك بقانون ألمانى يمنع نقل رفات أى متوفى خارج البلاد
لم ييأس الحاج عفيفى وبدأ رحلة البحث عن مصريين هناك لمساعدته فوجد ضالته فى ثلاثة مصريين أيدوا فكرته وهم الدكتور عبد العزيز عمران واسماعيل لبيب والتاجر المصري محمد سليمان وبذل المصريون الأربعة كل المساعي لدي الحكومة الالمانية وساعدهم في ذلك البارون الالماني اوبنهايم،
وبعد رحلة ثمانية أشهر من المعاناة يصل الحاج خليل عفيفى إلى ميناء الأسكندرية مصاحبا الجثمان فى تاريخ 21 مايو 1920 .
وإحتراما لجثمان الزعيم محمد فريد المغطى بعلم مصر نكست الأعلام فى الميناء وخرج المئات من المواطنين يطلقون الزغاريد والتهليل مصحوبة بالدموع لعودة رفات زعيمهم المحبوب إلى أرض الوطن حاملين لافتات فيها كلمات الزعيم ..
وتم ضع الجثمان فى مقابر السيدة نفيسة وبعدها بعام قرروا جمع جثمان الزعيم محمد فريد وصديقه الزعيم مصطفى كامل فى ضريح واحد ..
أما عن الوطني الحاج خليل عفيفي الذى حصل على نيشان الوطنية من الحكومة فقد خرج في جنازته الاطفال والنساء والرجال والشيوخ، المسلم والمسيحي.. ليودعوا هذا الرجل الذي اعطي المصريين درسا في معني الوطنية الحقة
.
وضعت علي قبره قطعة من الرخام مكتوب عليها: هذا قبر الوطني الصادق الوطنية المرحوم الحاج عفيفي ناقل جثة بطل مصر محمد فريد
……..
كم انت عظيم ياشعب مصر .. واسلمى بلادى
اميمه حسين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى