كتابنا

خميس القطيطى يكتب:صالح العاروري يرتقي مراتب الشهداء العليا

خميس القطيطى يكتب:صالح العاروري يرتقي مراتب الشهداء العليا

أقْدَم الكيان الصهيوني على جريمة أخرى عِندما استهدفت إحدى طائراته المُسيَّرة صالح العاروري نائب رئيس حركة حماس القيادي البارز الَّذي استهدفته يَدُ الغدر والإجرام الصهيونيَّة بالضاحية الجنوبيَّة في لبنان. ويأتي استهداف صالح العاروري مكملًا لقوافل الشهداء من قيادات المقاومة الَّذين ارتقوا بفعل سياسة الاغتيالات السِّياسيَّة لهذا الكيان المُجرِم الَّذي ولَغَتْ يَدُه الآثمة بدماء الأبرياء ويستمرُّ في تنفيذ مجازره منذ عام 1948م، ولكن هذه الدِّماء والأرواح والشهداء الَّذين قدَّمتهم السَّاحة الفلسطينيَّة إنَّما اختارهم الله ـ عزَّ وجلَّ ـ ليرتقوا في أعلى الدَّرجات مُقدِّمين أرواحهم في سبيل الله، لِتكُونَ هذه القوافل هي العماد الَّذي يؤسَّس عَلَيْه مشروع التحرير العظيم.

 

لَمْ يكُنْ صالح العاروري هذا القائد الكبير متأخرًا عن هذا الموكب الشريف، وهو يعْلَم مسبقًا أنَّه مشروع شهادة، وهو بَيْنَ إحدى الحُسنيَيْنِ؛ النصر أو الاستشهاد، ويُعدُّ العاروري أحَد القادة الشجعان الَّذين برَز اسمُهم كثيرًا في معركة طوفان الأقصى كقائدٍ سياسي مُحنَّك كان له نهج سياسي ثابت ورصين، وكانت كلماته تنزل على الأعداء مِثل الجمر الملتهب الحارق كما تُفرح قلوب قوم مؤمنين، ورغم الخسارة الكبيرة الَّتي حدثت باستشهاد هذا القائد الكبير، إلَّا أنَّ القضيَّة الفلسطينيَّة والشَّعب الفلسطيني دائمًا ما يستنسخ القادة الأبطال وأرحام نساء فلسطين الماجدات قدَّمت الكثير من القادة والأبطال العظماء الَّذين باعوا أنْفُسهم في سبيل مشروع التحرير العظيم، تحرير فلسطين من النهر إلى البحر.

 

صالح محمد سليمان العاروري وُلِد بتاريخ 19 أغسطس 1966م قيادي سياسي وعسكري فلسطيني بارز، وهو نائب رئيس حركة المقاومة الإسلاميَّة «حماس»، وأسهَم العاروري بتأسيس (كتائب القسَّام) الجناح العسكري لحركة حماس في الضفَّة الغربيَّة، ويُعدُّ الرأس المُدبِّر لتسليح كتائب القسَّام. وقَدِ اعتقل العاروري وقضى نَحْوَ (15) عامًا في سجون الاحتلال ثمَّ أُبعد عن فلسطين، وهو أحَد أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة وفاء الأحرار «صفقة شاليط»، تحدَّث عَنْه أمين عام الجهاد الإسلامي زياد النخَّالة: الشيخ صالح العاروري أحَد قادة الشَّعب الفلسطيني المميَّزين والمُخلِصين، لقَدْ فقدناه ونحن بأمسِّ الحاجة لحضوره، كان قائدًا يشيع الثِّقة والاطمئنان بمَنْ حَوْلَه وبمَنْ يتعامل معه. لقَدْ نال العاروري الشَّهادة في عزِّ فلسطين، وعزِّ المقاومة بمَجدها الَّذي يتجلَّى اليوم في جهاد وبطولات شَعبنا في غزَّة والضفَّة وداخل فلسطين وخارجها. قال تعالى: «مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْه ? فَمِنْهم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهم مَّن يَنتَظِرُ ? وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا» صدق الله العظيم.

 

نعم لقَدْ فقَدَتِ المقاومة العربيَّة الإسلاميَّة قائدًا شجاعًا عظيمًا، والأُمَّة إذ تنعى هذا القائد العظيم وتزفُّه إلى مراتب الدَّرجات العُليا من الشهداء الأبرار لَتدرك أنَّ وفاء الأحرار الَّذي شارك به القائد صالح العاروري، وأنَّ كتائب القسَّام الَّتي أسَّسها هذا القائد البطل سوف تلقِّن العدوَّ أقْسَى الدروس، وستأخذ ثأره عاجلًا ليس آجلًا، ولْينتظرِ الصهاينة ما هُمْ منتظرون من قِبل وفاء الأحرار للشهيد صالح العاروري ـ رحمه الله وجعله في عليِّين في روح وريحان وجَنَّة نعيم مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقًا ـ الله أكبر ولله العزَّة ولرسوله وللمؤمنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى