(تاريخ القبائل).. القيسية أجداد النبي ( 1)
عبد الكبير هلال
خلال سلسلة من المقالات سنحاول تسليط الضوء على تاريخ القبائل المصرية والعربية ونستهل مقال اليوم بقبيلة «القيسية» وتسمى أيضا (القبائل المُضرية ) وإن غلب اسم الأولى على الثانية فإنما لكثرة فروع قيس على باقي فروع مضر في الوطن العربي ، وهي مجموعة كبيرة جداً من القبائل العربية يقال لهم ( مضر الحمراء )، وينتسبون لقيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ولد سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، وقيس هو شقيق إلياس بن مضر الذي تنحدر منه قبائل خندف كما يتحدر منه النسب النبوي الشريف لخير ولد آدم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , ونقصد هنا قيس عيلان وهم حسبما أشار إليه د. عمر رضا كحالة في كتابه الشهير معجم قبائل العرب القديمة والحديثة, الصادر عن دار العلم للملايين بيروت 1388 ه؟ – 1968.
واشتهرت قبائل بني قيس بتسمية “القيسية” بنزاعها مع القبائل اليمانية طيلة التاريخ الإسلامي , وقد بلغت شهرة القبائل القيسية الحربية حتى قالت العرب قديما : فاخر بكنانة و كاثر بتميم و قاتل بقيس ففيها الفرسان و الأنجاد.
أحاديث نبوية في فضل قيس.. ورد في الأثر في وصف القبائل المُضرية ( بما فيها قيس ) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد دخل عليه صعصعة بن ناجية المجاشعي الدارمي التميمي جد الفرزدق فسأله النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ” كيف علمك بمضر؟ “
قال: ” يا رسول الله أنا أعلم الناس بهم :تميم هامتها وكاهلها الشديد الذي يوثق به ويحمل عليه،وكنانة وجهها الذي فيه السمع والبصر،وقيس فرسانها ونجومها، وأسد لسانها “. فقال النبي صلى الله عليه و سلم: ”صدقت “ الإصابة في تمييز الصحابة ج 3 ص 430 .
أشهر القبائل القيسية.. تشعبت قيس إلى ثلاث بطون: من كعب، وعمرو، وسعد ببنيه الثلاثة، وغلب اسم قيس على سائر العدنانية حتى جعل في المثل في مقابل عرب اليمن قاطبة، فيقال: قيس، ويمن , وحسب المراجع التاريخية فإن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان: أنجب سعدآ، وعكرمة، وعمرآ، ومنهم تنحدر القبائل القيسية، (أنظر مشجرة القبائل المضرية.
ما سعد بن قيس عيلان فانحدرت منه: قبائل غطفان، وأعصر، ومن غطفان عبس، وفزارة، وأشجع، وبنو عبد الله، ومن أعصر باهلة وغنى.
أما عكرمة بن قيس عيلان فانحدرت منه: قبائل هوازن وسليم ومازن ومحارب .
وهوازن أكثر قيس بطونا وفروعاً منهم: بنو هلال، وبنو كلاب، وبنو عقيل، وبنو نمير، وبنو مرة، وبنو سعد، وبنو جشم، وثقيف.
أما عمرو بن قيس عيلان فانحدرت منه قبيلتا: عدوان والنسبة إليها العدواني، وفهم والنسبة إليها الفهمي.
وكانت قيس تستوطن الحجاز، ثم انتشرت فروعها في نجد واليمامة والبحرين والعراق والشام ومصر وشمال أفريقيا.
ومن قبائل قيس عيلان: غطفان، أعصر (باهلة، غني، الطفاوة), هوازن، سليم، مازن، محارب، عدوان، وغيرهم وسكنوا اليمن وبلادالشام وتركيا والعراق وإيران والمغرب العربي أيضآ ومصر، ولما تكاثروا فيه وكثر عددهم ، انتشرت فروعهم بعد ذلك في نجد واليمامة والبحرين وقطر والعراق والشام ومصر وشمال أفريقيا.
والمعروف عن قيس تعدد قبائلها، وكثرة أفرادها، وشجاعة فرسانها، وشدة بأسها.