نسر خلف خطوط العدو.. اللواء عبدالوهاب سيد عبد العال في حوار برائحة البطولات النادرة: قضينا 9 شهور بجوار المواقع الإسرائيلية ونقلنا كل المعلومات بالأرقام والصور|حوار|
دعاء رحيل
48 عاما مرت على تحرير سيناء، تلك البقعة الغالية من أرض مصر، التي تم استردادها، ليتحول يوم نصر أكتوبر إلى عيد لكل المصريين، يحتفلون فيه برجوع الأرض المصرية بقوة وبسالة جنودها.
«صوت القبائل العربية والعائلات المصرية » التقت اللواء أركان اللواء عبد الوهاب سيد عبد العال وهو أحد مؤسسى مجموعة عملت خلف خطوط العدو لشهور طويلة، وبمثابة خزينة أسرار العمليات العسكرية الأكثر خطورة التي جرت أحداثها في قلب الجبهة، لقب بـ«صقر المخابرات»..ليحدثنا عن تلك الفترة الهامة من تاريخ مصر.. وإلى نص الحوار..
* بداية نود التعرف على طبيعة مهمتك؟
وظيفتي الرئيسية كانت جمع المعلومات وتقدير للموقف عن العدو، ورفع المعلومات للقيادات المختصة، وذلك من خلال معرفة نقاط قوته وضعفه، بالإضافة لتقدير الموقف يكون إصدار القرار المناسب في الوقت المناسب لأن طبيعة الضباط والصف ضباط والجنود لابد أن يكونوا على درجة عالية من الدقة في الأداء لأن طبيعة العمل لا تتحمل الخطأ وإلا سوف يتعرض كل أفراد المجموعة إلى الخطر .
* بالمناسبة ما معنى مصطلح خلف الخطوط ؟
هي عبارة عن قوات أمام قوات أخري (العدو) وهناك مانع مثل مانع قناة السويس إلي الخليج ويفصل بين إسرائيل والقوات المصرية الموجودة، وبعد احتلال سيناء في 67 و كان يجب علينا أن نستردها ولذلك وجب أن يكون لدينا معلومات عن وجودهم في أي مكان في سيناء لأنهم بدوأ بعمل خط برليف وهذا مانع خطير للغاية، وكان لابد أن نعلم علم اليقين ماذا يجري خلفه.
* من قام باختيارك للعمل «خلف خطوط»؟
الرائد محمد أحمد بسيوني رحمه الله هو من قام باختياري، أنا وخمسة أخرين من زملائي عندما رأني بلياقة جيدة ولدي معلومات جيدة وطلب مني أن أذهب أمام مدخل إسرائيل 15 كيلو في منطقة تسمي «مضيق متامر» لأن هذا المضيق عبارة عن تبيتن بجانب بعضهما وبينهما طريق من اسرائيل داخل علي «الأوسيمة» وقواتها وإذا قامت إسرائيل بالهجوم فلابد أن تأتي عبر هذا الطريق، وطلب أن أخذ فصيلة وأقوم بتقسيمها ومعي ضابط احتياط اسمه أحمد شكري وقال ستأخد فصيلة وسيارة وستذهب لهاتين النقطتين علي مسافة 10 أو 15 كيلو من الحد الإمامي لقواتنا وعند رؤية القوات الثانية أو أي قوات أخري تريد مهاجمتنا وأعطيك الأذن بأن تتعامل معها، ومعك مدفعية وثلاث مجموعات و هكذا، وأضرب بدون أوامر ولكن عليك أن تبلغنا لنقوم بالاستعداد لمقابلتهم إذا جاءو .
*وماذا حدث بعدها؟
قمت بأخذ الفصيلة وذهبت أنا وزملائي الخمسة وقمنا بحفر الأرض وتوزيع المدافع والجنود وقمت بتدريبهم صاعقة ولياقة، وفى اليوم الثاني رأيت ثمان دبابات تتجه نحوي وطلبت من الفصيلة الاستعداد لضرب هذه الدبابات, فالدبابات لم ترأنا لأننا كنا متخفين بشكل جيد وقمنا بضرب أول دبابة وقامت باقي الدبابات بتوزيع نفسها ثم قمنا بضرب دبابة ثانية علي الجانب الأيمن وأصابنا الثالثة والبقية هربت عائدة وقمت بابلاغ القيادة فى 6 يونيو بما حدث وبعدها انقطع الارسال وذلك بعد انقطاع السلك من الناحيتين بالجهاز.
* أين يوجد هذا المكان؟
هو مضيق يسمي مضيق متأمر والمضيق مكان ضيق و يجب أن يدخل العدو منه ليكون مثل الكمين له ، كان لدينا مخزنين أو ثلاثة من الزخيرة بالإضافة لمخزن (أربي جي) ثقيلة ومدافع وأشياء كثيرة و بالتأكيد لن نتركها حتي لا يقوموا باستخدامها وحملنا من المخازن صناديق مغلقة، وبعدما عبرنا قمنا بسد هذه الثغرة لأن العدو لن يستطيع أن يعبر من هذا كله ومن الحفرة وسيستغرق وقت وسنكون قد تحركنا وأخذ أحمد شكري معه فصيلة ونصف وأنا أيضا أخذت فصيلة ونصف وطلبت منه أن يتحرك هو في طريق وأنا في طريق أخرى حتي لا ترأنا طائرات اليهود وتري العربات بجانب بعض ويظهر الهدف.
كما طلبت منه أن يظل في الخلف مع العساكر وإذا رأي الطيران يصنع ضجة (تخبيط)، السائق بعدها يقفز خارج الطريق ويركن بجانب شجرة أو دبابة مضروبة وتتحرك العساكر وتنتشر وكل عسكري بجانبه قطع حشائش يختبأ خلفها وبعد مرور الطائرة ينهش لجميع و يكملوا طريقهم .
* ثم ماذا حدث بعد ذلك؟
بعد ذلك ذهبت أنا من الداخل في طريقي إلى الحسنة وتحركت في الفجر، لأن الرجل قال إن الفرقة واللواء العشري وحسن الدلاه وبسيوني في انتظارك وعندما وصلت لم أجد أحد، وطلبت من أحمد شكري أن نكمل طريقنا ووصلنا الساعة الثانية ووجدنا طائرات كثيرة في طريقنا وعندما وصلنا كانوا في انتظارنا و قالوا انهم اعتقدوا إننا موتنا و قولت له لا لم نموت وقمنا بضرب ثلاث دبابات و معي 32 عسكريا و لم ينقص عسكري واحد، لقد كان معي من البداية 30 عسكري وعدت ومعي 32 عسكريا.
*كيف حدث ذلك ومن أين جاءت الزيادة؟
بعدما ذهبت للحسنة وعبرنا قناة السويس وأنا كنت اترقب الطريق رأيت خسائر من عربات مدمرة ومخازن زخيرة ودبابات مدمرة، وأنا في الطريق عند وادي في قناة السويس رأيت جندى جانب عربة مهمات مضروبة و كان باب العربة مفتوح وصعب عليا اتركه وحده فأخذته معي لذلك أصبح معي 32 عسكري .
و عندما وصلنا الي هناك خرج قائد الكتيبة حمدالله علي سلامتكم و طلب مني أن أذهب إلى موقعي وتدربنا وظلت في هذا الموقع حوالي سبعة أو ثمانية أشهر وقمنا يتوزيع الفصيلة الذي كانت معى.
*نود التعرف على اسم الكتيبة ؟
_كاف 9 استطلاع خلف الخطوط، وهي الكتيبة الوحيدة الموجودة في الشرق الأوسط لا يوجد بها مشاة فجميعها خلف خطوط العدو، مهمتها التجسس علي العدو ومعرفة معلومات عنه وتصوير مواقعه ومعرفة كل التفاصيل.
*كيف كنت تجهز طعامك؟
انظر هذه الصور وقتها كنت في عملية خطيرة أنا و الحاج محمد والحمد الله ربنا انقذني منها وكنت أول مرة أكل لحمة في سيناء من 9 شهور وكنت أشرب سجاير وكانت اسمها فريد، وفي أحد الأيام أكلت ثلاث مرات تعابين حيث كنت أتفقد الجبل ورأيت حفرة ويجب أن يكون لهذه الحفره منفذ أخر وأنا كنت أردم الحفرة الأولي و جئت عند الحفرة الثانية ووضعت عندها “قش” وأشلعت فيه النار والدخان يدخل في الحفرة وبعدها يهيج الثعبان ويخرج بالمعافرة ويكون «مدروخ» وعندما تظهر رأسه خارج الحفرة اضغط عليه برجلي وثم يتخنق وأقوم بفصل رقبته عن جسده بيدي ثم أخرج معدته وخي مثل انبوب القلم واغسله جيدا وبعدها اجيب قطعة خشب وأضعه عليها ثم علي الحطب وبعدها أتناوله كانت لحمته مثل الجمبري و لكنه ناشف شويه وأكلت ثلاث مرات.
* ما الذي كان مستهدفا في التسعة أشهر في عين موسي؟
أطلقوا علي لقب «صقر المخابرات المصرية», نعم كانت عملية قوية وجئت بمعلومات غاية في الخطورة وعندما جئت بكل هذه المعلومات رأيت الطائره تأتي وتنزل من بعيد فقلت للحج محمد إني أريد أن اذهب لهذا المطار وكان يبعد حوالي 30 كيلو ثم قال إنه بعيد فقلت له ليس بعيد وطلبت منه أن يتركني هناك و يعود إلي بعد يومين وجلست هناك بجانب المطار أري الطائرات التي تقلع والذي تنزل وأري إذا كان هذا المطار حربي أم مدني وأعين الاحداثي بالبوصلة وارسم كل هذا و يكون الولد جاء و ارجع معه للمغارة وابعت هذه الإشارات .
*قلت إن هناك عملية أخري خطيرة فما هي ؟
بعدما انتهيت من المطار كنت اتجول أنا والحاج محمد علي جبل المر ورأيت مقعد وكان العرب يصنعون مقاعد وكنت هذه المقاعد علي الطريق و كنت في مرة من المرات جالسا أنا والحج محمد وكان يجلس بجانبنا اثنين لا نعرفهما وكانا يتكلمان وأحدهما ذكر أن أمه كانت تتألم فذهب بها إلي مستشفي العريش، وهو عائد رأي وحدات اسرائيلية في منطقة صدر حطان وهذه المنطقة بها اسلاك شائكة ودبابات و عربات جنزير ومدافع، وبعدما سمعت هذه القصة أخذنا السيارة وعدنا إلي المغارة وأخبرت الحاج محمد أن جماعتنا أخبرتني في اللاسلكي أن هناك جيش في صدر حطان.. فسألني كيف يا ولدي؟، من قال لك هذا الكلام؟.. فقلت له ألا تعلم أن المخابرات المصرية لديها علم بكل شئ؟.. وقال الحاج محمد وما المطلوب ؟.. قلت له انهم يريدون مني أن أذهب إلى هناك وأصور ذلك.. فقال إنها بعيدة وهناك بوابة وأمن وشرطه عسكرية، وكنت ثابت علي كلامي وأريد الذهاب و قال انهم لا يسمحون بمرور أي شخص غير الذي يحتاج الذهاب للمستشفي فقلت له أريد أن اذهب و سألته إذا اخذت معك زوجتك أو ابنتك هل هناك مشكلة قال لا.. وهم لا يقومون بتفتيش النساء فقلت له أنا (حريم ) فقال ما هذا الذي تقوله يا ولدي فقلت له خذني معك ولبسني وقال بدهاش ما جنسك ؟ فقلت له مصر فوق كل شئ فقال انت مرة تقولي المسلمين و الاسلام ومره مصر ……فقولت له خلاص بلاش وكانت الساعة 10 و نصف في الليل وقل سأذهب وسأعود لك، و لبست عباية طويلة سوداء وخمار وأخذت الكاميرا وجاء الحاج محمد و نادي علي و نزلت ووضعت الكاميرا في كوتش العربية وذهبنا لممر متله يبعد 34 كيلو وأخر الممر منطقه تسمي صدر حيطان وهذا هو الممر الأصلي
و وصلنا الي مدخل ممر متله و قبل الممر بمائه متر وجدنا بوابة وأكشاك كثيرة وهو ممر بين جبلين طوله 34 كيلو وهناك اكشاك تخص الشرطه العسكرية و المخابرات ولكل جهة أمنية كشك وهذا المدخل مهم جدا لقوات الاحتياطات وأقدم شخص هو ضابط المخابرات و يستيقظ في الصباح الساعة الخامسة ليلعبوا لياقة وضغط وعقلة، وعندما سمع صوت العربة لوح بالتوقف .
*حدثنا عما جرى بعد ذلك؟
كان الحج محمد فطن جاء قبلها بعشرين أو ثلاثين متر ووقف وفتح باب العربة ونزلوا و طلب مني ألا اتحرك وقل اننا سنذهب بك إلى مستشفي العريش و يقتلوني أو يضربوني لا تختف فهم لن يأتوا ناحيتك و كان يجلس رئيس أمن المخابرات اليهودي وعندما رأهم نادي عليهم و قال الحاج محمد له اننا معنا حالة سنذهب بها الي مستشفي العريش ورئيس المخابرات نادي علي جون و لوح له علي العربة بمعني أن يري ما في العربة وهو متجه نحوها وفي يده سيخ حديد وكنت أفكر أن اضربه، وكنت أسال لماذا هو جاء و ليس بيده طبنجة وانتظرت حتي اري ماذا سيحدث ـ ثم اقترب من العربة وخرم بالسيخ كنبة السيارة خمس أو ست مرات ليرأي إن كان هناك سلاح أو ألغام لكن لم يجد شئ و نظر للضابط و قال إنه لا يوجد شئ و بعدها اعطاهم البطاقة واشار ليفتحوا لنا البوابه لنعبر ولنصل إلي المكان الذي به المعسكر اليهودي وعندما وصلنا رأيت ملعب كورة كبير ورأيت دبابات و مدافع و ردار و سور سلك و طلب من الحاج محمد أن يظل يمشي بجانب السور و كنت انظر ورأيت دبابو مصرية وعليها علامات اسرائيل ورأيت عربة متحجرة و بنص جنزير و طلبت من الحاج محمد أن يمشي ببطئ ورأيت ردار يقف عليه غراب واندهشت لانه لا يوجد ردار يقف عليه غراب و رأيت 25 ولد و بنت اسرائلين بعربيتين جيب يلعبون، واكتشفت بعد ذلك انه معسكر عادي يقوموا بخداع القوات المصرية به و اندهشت وبعدها عرفت هما جلبوا هذه الاشياء من الحروب والاشياء السليمة ذهبت الي تل ابيب اما المضروب وضعوه هنا في هذا المعسكر و هذه الاشياء الهيكليه فعلوا بها مواقع هيكلية وعندما رأيت ذلك اخرجت الكاميرا واخذت 72 صورة و طلبت من الحاج محمد أن نعود و عندما عدنا ذهبت إلي أعلي المغاره و ارسلت اشارتين فورا بالمورس إلي مصر.
الاشارة الأولي أن منطقة صدر الحيطان هي منطقة هيكلية بالكامل.
* لماذا قلت ذلك ؟
لأنه بالتأكيد هناك حرب ولكنني لا أعلم متي ستقوم قد تكون خلال اسبوع أو خلال ايام و هما لا يعلمون اين سيذهبون هل علي ممر متله ذاك ومن ثم إلي صدر الحيطان و يعرفون هناك انها مناطق هيكلية و ثم يتم القبض عليهم ويذهبون غدر لذلك أردت ان انبههم أولا، أما الاشارة الثانية فقتلت فيها “يوجد معنا 2 فيلم بمقدار 72 صورة برجاء التصرف في الافادة”
لأن الامكانيات وقتها كانت لا تسمح لارسال الصور .
* وماذا حدث بعد ارسال الإشارتين؟
بعد ثلاث ساعات جاءت إشارة تقول «مجهود جيد يا عبد الوهاب» وكانت أول مرة أحد يناديني باسمي منذ فترة طويلة، لانهم اطلقوا علي اسم «سلمان»، طلب مني أن أحرص علي نفسي وأن اقوم بوضع الافلام في شريط نيلون وبعدها أسلمهم للحاج محمد وهو سوف يعطيهم لسلمان أبو ربيع تابع للمخابرات وهو سيأتي بهم إلينا في السويس.
و بعد خمسه أيام جاءت إشارة أخرى وطلبت مني أن أجهز للعودة بعد مرور تسعة أشهر فسألت ماذا حدث ؟وعلمت بعد ذلك ماذا حدث .. و هو عند وصول هذه الافلام تم تحميضها و ارسالها إلي إدارة المخابرات و ثم اخذتها إدارة المعلومات ورأها الفريق صادق وبعدما شاهدها اعطاها إلي مدير مكتبه الذي وضعها في ظرف وذهب به إلى هيئة القوات المسلحة دخل الي رئيس الهيئة و سأله ماذا يوجد في صدر حيطان ؟..وقال له انت تعلم يا صادق هناك اثنين عمليات اسرائلية والخريطة امامك ،عرض عليه الأفلام و الصور، فسأله رئيس الهيئة من جاء بهذه الصور ؟ فقال له الذي جاء بهذه الصور هو ضابط من عندي اسمه عبد الوهاب ونادي علي وقال له انني لست هنا وانني في الموقع منذ 9 اشهر و قال له هو من جلب لنا جبل المر وعين موسي و مطار المليز، وطلب منهم أن يقومو باستدعائي.
*كيف تمت عودتكم ؟
بعد 12 محاولة للعودة كنت أصل إلي الشاطئ و أجلس من الساعة 7 أو 8 في الليل حتي الثانية فجرا ولا أحد يأتي وكانوا يخبروني بمواعيد ولا يأتي أحد و في المرة الثانية عشر والأخيرة وصلت إلي الشاطئ ولا ـجد جاء فقال الحاج محمد يا سلمان الجماعة هناك لا يريدونك وطلب مني أن أجلس معهم و يزوجني وكنت سأمشي ولكنني رأيت نار في المياه و أخرجت الولاعة والقيت نار مرتين في المياه لان الظلام كان يعم فقام بالرد عليا و قمنا بسحب المركب و بعدما ركبت المركب رأيت قارب زوديك وبه خمس يهود و يرتدون لبس ميري شخص منهم يقف امام علي القارب والآخر يقف ويرتدي نظارة والباقي نايم و قولت إن هذا نبطشي والباقي كمين و لوحت لهم لكنهم كانوا غير قادرين علي فهم اللغة التي اتكلمها.
*كيف تصرفت في هذا الموقف العصيب؟
كان قراري هو أن أتجاهلهم واتصرف طبقا لتصرفهم اذا تحركوا اتحرك وإذا ضربو أضرب، وبدأنا نجدف حتي وصلنا.
*فيما قيل عن الاستعدات لما قبل حرب أكتوبر انك كنت السبب الرئيسي في تغير الخطط أو الضربات التي قام الجيش بعملها.. كيف ترى ذلك؟
محور مهمتنا كان مهما للغاية، بعد ذلك أخذت القيادة كل هذه المعلومات وهي التي وضعت خطة الحرب و أنا انشغلت في تدريب مجموعات الكتيبة الخاص بي التي ستعمل في مسرح العمليات فكانت المجموعات تدخل ميري مع قواتها بالكامل وجاءت مجموعات خلف الخطوط بمعلومات جيدة.
*معسكر سد الحيطان هذا أحد المحاور التي عملت علي تغيير الخطط .. ماهي أهميته؟
هناك محاور كثيرة مثل محور الأوسط, محور الشمال, المحور الجنوبي وهذا كان من أهم المحاور وأنا من ذهبت في هذا الاتجاه وبالتأكيد كانوا هم أكثر منا في التكنولوجيا والمعدات ولكن البدو كانوا يقدمو لنا المساعدة و بالطبع لولا فضل البدو ما كنت فعلت هذا.
*نود معرفة دروك في رصد المعلومات والشركة التي ساعدت في نجاح الحرب وقصة الحبر السري؟
الحبر السري ولغة اللوغاريتمات وكل هذا كان بين دول والملحقين العسكرين ولكن نحن كنا نتعامل بالمورس والاشارات ولكننا لم نستخدم شئ لأنه لم يوجد جوابات مرسلة والسرية كانت تدور في الحرب و نجاحها لأن الأمن والأمان والسرية هما عوامل نجاح الحرب، سأحكي لذلك قصة، في 73 قبل الحرب بعدة أيام ذهبت لانسق مع اللواء الذي كان مسئول عن القوات الخاصة وهي صاعقى مظلات فذهبت انسق معه علي أساس إن الناس الذي كانت معي في خلف الخطوط تركب معهم الطائرات الذي كانت متجهة إلي سيناء و بما انها صاعقة فكان من الخطة أن يركبوا هؤلاء الناس معهم بدلا من ان نطلع طائرة مخصوص وعندما ذهبت لأنسق معهم و كنت موكل إدارة المخابرات للسرية فذهبت للجبل عند المنطقة التي ستنزل بها الطائرات وقابلت المسئول عن الصاعقة وطلبت منه ولكنه رفض بشدة و قال لا أحد سيركب مع الناس الخاص بي لانها سرية فقلت له
أنا أعلم انها سرية وعرفته انني جئت من إدارة المخابرات نفسها وأنا أريد أن يوصلهم الي هناك فقط و من ثم يتركهم ويكملوا الباقي من طريقهم مشي فرفض و لكنني اقنعته وقلت له ان هؤلاء الناس سيخدمونه قبل أن يخدموا أي أحد أخر وهذا في طريقك كما أن هؤلاء سيذهبون للعمل هناك والصاعقة ستخبر مجموعاتك اذا جاء اللواء فانا هكذا اعطيك هكذا سبق ففكر و قال حديث معقول يا حضرة الضابط فقلت له انني الرائد عبد الوهاب وبعدها وافق وبدأنا ننسق وبعدها بكام يوم بدأت الحرب وبدأت العملية بالتنسيق بين الصاعقة والاستطلاع.
*نريد معرفة كواليس قبل ساعة الصفر لحرب أكتوبر؟
بالتأكيد أنا ليس لدى علم بكافة المعلومات ولكنني يمكن أن أخبركم عن المعلومات الخاصة بالتنسيق مع الصاعقة، لأنني علمت أن هناك حرب بعد يومين فاليهود لم يعرفوا عن الحرب إلا قبلها باربع ساعات ولكننا كنا نجهز للحرب، و لكن خطط التمويه والخداغ وإعلان التعبئة والغائها ساهمت في نجاح العبور والمفاجأة في الحرب.
*كيف كان الجيش مستعدا للاشتباكات قبل الحرب؟
الجيش علي استعداد لأي حرب أو اشتباكات، وأرى أن الجيش يعمل علي التطوير من نفسه دوما سواء في التدريب والأسلحة.
*كيف تري سينا الآن ؟
سيناء تغيرت كثيرا، حيث أصبحت نظيفة من الجماعات الإرهابية وبفضل التنسيق وثقة البدو، وكلنا نشاهد عمليات التطوير والبناء والتحديث في كل ربوع سيناء ومرافق حيوية مثل التعليم ومدارس وجامعات، هناك كليات حربية يذهب إليها الناس، كما تحسنت أحوال البدو وأهل سيناء وأصبح حالهم أفضل بكثير ويذهبون للمدارس و الجامعات .
* ما دور البدو وتعاونهم لتحرير أرض سيناء؟
كما قلت لك إن أهالي سيناء متعاونون للغاية معنا على الدوام، عندما اعطوا الجيش المصري الثقة و أيضا تبادلوا الثقة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وأنه لا يعطي أمال أو يعد بأشياء أو يقول كلام إلا إذا كان قادرا على تنفيذه وشاهدوا الانفاق، وكل المشروعات التي غيرت شكل سيناء وأعادت الاهتمام بهم، فهم باتو يعرفون جيدا أن سيناء تشهد تنمية حقيقية فى عهد الرئيس السيسى.