أهم الاخبارالمزيدتاريخ ومزاراتحوارات و تقارير
أخر الأخبار

عمره 169 عام.. حكاية القصر المهجور في مدينة التجلي الأعظم

خبير آثاري: بناء القصر جاء بغرض الاستشفاء والعلاج

شبه جزيرة سيناء – محمود الشوربجي

القصر العباسي بجبل عباس بسانت كاترين.. شيده والي مصر عباس الأول أعلى قمة ثالث جبل بسانت كاترين الذي سُمي على اسمه، ويبلغ ارتفاعه 2383م فوق سطح البحر، ويمكن من أعلاه مشاهدة الطور وخليج السويس، ويقع داخل نطاق محمية سانت كاترين.

أفاد الدكتور سامي صالح عبدالمالك، الباحث الآثاري السيناوي، مدير عام شئون مناطق آثار شمال سيناء الإسلامية والقبطية، ومحاضرا بالدراسات العليا في معهد الدراسات البيئية العليا جامعة العريش، في تصريح خاص لـ«صوت القبائل العربية» أن مما جاء من أقاويل خلال الدراسة والبحث أن الوالي عباس الأول كان يعتزم على تشييد هذا القصر على جبل موسى، ولكن صرفه رهبان دير سانت كاترين عنه بحجة أن الهواء على هذا الجبل أكثر صحة وجاف خاصة أن الوالي عباس الأول يُقال كان يعاني من مرض ضيق التنفس الربو.

محمود الشوربجي والدكتور سامي صالح

وتابع الباحث الآثاري أن الوالي شرع في البناء في عام 1853م، لكن وفاة عباس الأول المفاجئة في العام التالي عام 1854م حالت دون استكمال مشروع بناء هذا القصر الذي كان يشغل مساحة قدرها 450 متر مربع، وقد وصل البناء حتى أعتاب الأبواب والشبابيك، وأُنجز القسم المهم منه، وكان يعتزم جعله قصر فخم يتكون من طابقين.

 

وأكد الباحث أن مواد البناء من طوب أحمر ومداميك حجرية مقطوعة وأخشابه لا زال موجود بعضها، وكلها تدل على ما سيكون عليه القصر، وتم تمهيد طريق يسمح بصعود السيارة حتى قمة الجبل حيث القصر، وهو الطريق المعروف بـ«طريق عباس».

خبير آثاري: بناء القصر جاء بغرض الاستشفاء والعلاج

من جهته قال الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، أن عباس الأول بن طوسون بن محمد على الذى حكم من عام 1848 إلى 1854م زار سيناء وبنى حمام فوق النبع الكبريتى بمدينة الطور ومهد طريقًا من دير سانت كاترين إلى قمة جبل موسى وشرع فى بناء قصر جميل على جبل تلعة غرب جبل موسى ومد طريقًا للعربات من الطور لهذا القصر ولكنه توفى قبل أن يكمله.

وأضاف أن بناء القصر جاء بغرض الاستشفاء والعلاج حيث تعتبر منطقة الجبل المقدس موقعًا للسياحة العلاجية والاستجمام وناحية روحانية للتبرك بمجاورة الجبل المقدس جبل الشريعة وجبل سانت كاترين وناحية ترفيهية لوجود قصرًا فى هذا الموقع الساحر.

وأشار ريحان إلى أن هذا القصر أصبح مهجورًا منذ ذلك العهد، وأطلاله الآن باقية تنم عن تحفة معمارية لا مثيل لها لو تم اكتماله؛ وهناك طريقًا مشهورًا بالمنطقة للصعود إلى جبل موسى يطلق عليه طريق عباس باشا الذى مهد هذا الطريق فسمى باسمه ويبدأ من شرق الدير إلى رأس جبل المناجاة وعلى قمته كنيسة صغيرة قيل أنها قائمة على أطلال دير قديم للراهبات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى