كتابنا

مريم مهران تكتب…

أكتوبر الكرامة

منذ نعومة أظافرى وأنا أتابع احتفالات الدولة المصرية بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، على مدار الشهر سواء بالتلفاز أو بالإذاعة، من خلال تقديم البرامج الوثائقية وعرض بعض مقتطفات من البيانات العسكرية، التى صدرت أثناء الحرب ومقاطع من خُطب الرئيس الراحل أنور السادات، وعرض الاحتفالات والأغنيات التى تناسب الحدث الوطني، وقيام بعض مؤسسات المجتمع المدنى بتكريم أبطال وشهداء هذه الملحمة، التى أعادت للأمة العربية والإسلامية كرامتها بعد نكسة يونيو.

 

 

والملفت للنظر أن رقم (ستة) له ذكريات للشعب والأمة المصرية منذ العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 ويعقبه نكسة 1967 وقيام الدولة المصرية ببناء القوات المسلحة الحديثة فى ست سنوات حتى تحقيق النصر فى السادس من أكتوبر فى ست ساعات، ومنها يتضح لنا أن الرقم ستة مشترك فى كل هذه الأحداث التى مرت على أمتنا المصرية، لذا أدعو أمتنا المصرية بكافة أطيافها أن تضع هذه الذكريات والدروس المستفادة نُصب أعينها، حيث إنها تعتبر تجارب تجعلنا نفتخر بأننا ننتمى لهذا الوطن العريق الذى مرّ شعبه العظيم بالعديد من المنعطفات التى أثقلت عضده وجعلته فى مصاف الدول التى يقدرها العالم لتاريخها وحضارتها التى بناها أجدادنا القدماء وكل جيل من أجيال هذا الوطن على مر العصور وضع لبنة لبنائه ليبقى شامخاً بين الأمم.

 

إن احتفالنا بيوم الانتصار ما هو إلا رد للجميل لأبطال ضحوا وقدموا أغلى ما عندهم ، وهي أرواحهم حتى يبقى شعبنا معتزاً بوطنيته وكرامته، وفى هذا اليوم الأغر أقدّم كل التقدير والتحية لكل من شارك فى هذا الانتصار من قادة وضباط وجنود من أبناء مصر الحبيبة، ولا ننسى أن نذكر طيب الذكر الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذى نالت منه يد الإرهاب الغاشم فى يوم عُرس الوطن وأثناء احتفال قواتنا المسلحة بهذا الانتصار عام 1981 ليلقى ربه ويرقُد شهيداً بجوار أبنائه الشهداء.. دعواتنا لهم بأن يكونوا شفعاءنا يوم لقاء رب العزة.

 

 

أتمنى أن يكون احتفالنا بهذه الانتصارات على مدار العام لكى يتم ترسيخ الوعى الجمعى لما قدمه الآباء والأجداد لرفعة الوطن وحتى لا ننسى أن دورنا هو استكمال مسيرة من سبقونا وأنهم مهدوا الطريق لنا لكى نبنى ونُعمر لا لنهدم وندمر.. مصرنا تستحق منا نحن الشباب أن نقدم لها كل ما نملك من جهد واجتهاد للوصول بالركب إلى حياة أفضل وأرحب.

 

 

يجب أن نستدعى روح أكتوبر وأن نعي حجم هذا الانتصار الجلل الذى جاء بعدما قام شعب مصر العظيم بترتيب البيت من الداخل عقب النكسة وضمد جراحه وأصبح على قلب رجل واحد لنعود إلى الريادة ونحقق الانتصار تلو الانتصار ويتم توقيع معاهدة السلام، التى أعادت لنا كامل الأرض التى اغتصبها المُحتل .

 

وطننا يحتاج إلى المزيد من الإخلاص والتفاني ونكران الذات لنعبر به إلى عالم أفضل لنا وللأجيال القادمة، ولن يتأتى هذا إلا من خلال الشباب المثقف المُحب لوطنه الذى يعي جيداً معنى خصال الوطنية بحق.

 

مصر تنادينا أيها الشباب لنتقدم الصفوف والوقوف مرفوعى الهامة خلف القيادة السياسية التى تسعى دائماً لتبنى مصر الحديثة بسواعدنا، هيا نستدعى ضمائرنا لخدمة مصالحنا التى تصب فى خدمة الوطن الذى يحتاجنا اليوم أكثر من أى وقت مضى.. آن الأوان لنثبت لأجدادنا أبطال النصر أننا فعلاً بحق أحفادهم الأوفياء للعهد لنمحو أعداءنا ونطعنهم طعنة قاتلة تُحبط خططهم في النيل من..

 

*مصرنا كرامتنا.. عرضنا.. شرفنا ..عزتنا *.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى