حوارات و تقارير

تصاعد التوتر بين إثيوبيا وإريتريا مع اقتراب الانتخابات وتهديدات بحرب جديدة

تتصاعد التوترات في منطقة القرن الأفريقي بين إثيوبيا وإريتريا، الجارتين اللتين شهدتا صراعات دامية في الماضي، مع اقتراب الانتخابات الإثيوبية المقررة في يونيو 2026، تحولت الاتهامات المتبادلة حول انتهاك الحدود ودعم الجماعات المسلحة إلى تهديد مباشر بإشعال حرب جديدة، هذا الوضع يثير مخاوف الدول والمنظمات الدولية ويزيد من عدم استقرار المنطقة التي ما زالت تعاني من آثار الصراعات السابقة.

اتهامات إثيوبيا لإريتريا

في خطاب ألقاه وزير الخارجية الإثيوبي غيديون تيموثيوس أمام منتدى السياسة الخارجية بجامعة أديس أبابا يوم الخميس 13 نوفمبر، اتهم حكومة إريتريا بانتهاكات حدودية خطيرة، وأوضح أن القوات الإريترية تسيطر على مناطق إدارية شمال إثيوبيا تعتبرها أديس أبابا أراضٍ سيادية لها، كما اتهم إريتريا بدعم جماعات معارضة مسلحة في مناطق أمهرا وأورومو، واعتبر هذه التحركات استفزازاً يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد الوزير أهمية الوصول الآمن إلى ميناء عصب في إريتريا لمصلحة إثيوبيا، مشيراً إلى الاستثمارات التي قامت بها بلاده هناك قبل وبعد استقلال إريتريا عام 1993، ولفت إلى أن ضبط النفس ليس دائماً خياراً متاحاً، في تلميح إلى إمكانية اللجوء إلى القوة العسكرية، جاء ذلك بعد تحذير رئيس الوزراء آبي أحمد في 28 أكتوبر من أن النتائج ستكون واضحة في حال اندلاع أي حرب، مع تعزيزات عسكرية أرسلت إلى شمال أمهرا.

رد إريتريا الحاسم

ردت الحكومة الإريترية بشدة على الاتهامات الإثيوبية، ونفت جميع المزاعم واعتبرتها خدعة انتخابية لتعزيز شعبية آبي أحمد،  وحذرت وزارة الخارجية الإريترية في بيان رسمي من أن أي تحرك عسكري من إثيوبيا سيقابله رد قوي وحاسم.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن إثيوبيا أبلغت المنظمة بمخاوفها من تصعيد عسكري حول الوصول إلى البحر الأحمر، حيث فقدت إثيوبيا مخرجها البحري المستقر منذ استقلال إريتريا، مما يضع الاقتصاد الإثيوبي تحت ضغط كبير.

تعقيدات داخلية في إثيوبيا

تضيف الانقسامات داخل جبهة تحرير شعب تيغراي تعقيداً إضافياً للوضع، حيث سيطرت هذه الجبهة على السياسة الإثيوبية لعقود حتى صعود آبي أحمد عام 2018، الآن هناك صراع داخلي بين فصيل يقوده أليم غيبري واهيد يسعى للسيطرة على الفصيل الرئيسي بقيادة ديبرتسيون غيبري ماريام وسط اتهامات بالتعاون مع الحكومة المركزية.

في 6 نوفمبر اقتحم مقاتلو الجبهة منطقة أفار، ما أثار مخاوف من اندلاع صراع جديد، وتجدر الإشارة إلى أن إريتريا دعمت إثيوبيا سابقاً ضد TPLF في حرب تيغراي بين 2020 و2022، التي أودت بحياة نحو 600 ألف شخص.

تشير التقارير إلى احتمال تحالف مؤقت بين TPLF وفصائل أمهرية مثل فانو ومتمردي أورومو في السودان لمواجهة حكومة آبي أحمد، لكن هذا التحالف يواجه صعوبات بسبب الخلافات العرقية والحدودية العميقة بين الأطراف المختلفة.

الأسباب الداخلية والإقليمية للتصعيد

يعكس التصعيد الحالي مزيجاً من الأسباب الداخلية والإقليمية في إثيوبيا، يستخدم الخطاب العدائي ضد إريتريا كوسيلة انتخابية لتحسين صورة آبي أحمد بعد انخفاض شعبيته نتيجة حرب تيغراي، أما في إريتريا، فيُنظر إلى دعم المعارضة الإثيوبية كفرصة لإضعاف الجارة الكبرى وتعزيز نظام الرئيس إسياس أفورقي، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في القرن الأفريقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى