خبراء دوليين يحددون سيناريوهات التصعيد بين إسرائيل وإيران
أسماء صبحي
في ظل التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، يتزايد اهتمام الخبراء الدوليين بمراجعة السيناريوهات المحتملة للتصعيد بين البلدين. وتتجسد هذه التوترات في مواجهات غير مباشرة عبر ساحات متعددة، تشمل الهجمات السيبرانية، المناوشات العسكرية غير المباشرة، وتدخلات وكلاء الطرفين في المنطقة، إلى جانب ملف إيران النووي الذي يشكل محورًا أساسيًا في هذا الصراع المستمر.
السيناريو الأول: تصعيد عسكري محدود
يعتقد بعض الخبراء أن أحد السيناريوهات المرجحة هو تصعيد عسكري محدود بين إسرائيل وإيران. وقد يشمل هذا التصعيد ضربات جوية أو هجمات صاروخية متبادلة، إما على أهداف محددة داخل إيران مثل المنشآت النووية، أو على مواقع إسرائيلية حساسة. والهدف من هذا السيناريو هو تحقيق مكاسب تكتيكية دون الانجرار إلى حرب شاملة، حيث يسعى كل طرف إلى اختبار حدود الطرف الآخر وتحقيق توازن جديد للقوة دون الوصول إلى مواجهة شاملة.
السيناريو الثاني: حرب بالوكالة
يمثل هذا السيناريو أحد السيناريوهات الأكثر شيوعًا في التحليلات المتعلقة بالعلاقات الإيرانية الإسرائيلية. ةيمكن لإيران وإسرائيل تكثيف دعمهم للقوى الإقليمية المتحالفة معهما في سوريا ولبنان واليمن، في إطار حرب بالوكالة.
وتعتبر إيران حزب الله أحد أقوى وكلائها في المنطقة، بينما تعمل إسرائيل على تكثيف عملياتها العسكرية للحد من نفوذ إيران في سوريا. وفي هذا السيناريو، تظل الحرب المباشرة بين الدولتين غير واردة، بينما تشتعل المواجهات عبر أطراف أخرى متحاربة.
السيناريو الثالث: المواجهة الشاملة
في حالة انهيار الجهود الدبلوماسية وغياب الاتفاقات الدولية حول الملف النووي الإيراني، قد يؤدي التصعيد إلى مواجهة شاملة بين إسرائيل وإيران. وسيناريو الحرب الشاملة يشمل استخدام واسع للقوات العسكرية التقليدية، وتهديدات بضربات واسعة على أهداف استراتيجية للطرفين. مثل هذا السيناريو سيشكل خطرًا كبيرًا على استقرار المنطقة بأكملها، مع احتمال تدخل قوى دولية لمحاولة احتواء الأزمة.
السيناريو الرابع: الحرب السيبرانية
يعد الهجوم السيبراني أحد الأدوات التي يمكن أن يستخدمها الطرفان لتصعيد الصراع دون اللجوء إلى المواجهات العسكرية المباشرة. وشهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا في الهجمات السيبرانية بين إسرائيل وإيران، حيث استهدفت هذه الهجمات البنية التحتية الحيوية للطرفين.
وفي هذا السيناريو، يمكن أن يؤدي التصعيد السيبراني إلى إحداث أضرار كبيرة دون وقوع خسائر بشرية مباشرة، مما قد يعزز احتمالات هذا الخيار في المرحلة القادمة.
السيناريو الخامس: التصعيد الدبلوماسي والاقتصادي
قد تختار إسرائيل وإيران خيار التصعيد الدبلوماسي والاقتصادي كبديل للمواجهة العسكرية المباشرة. ويمكن أن يشمل هذا السيناريو فرض عقوبات اقتصادية جديدة، أو الضغط على الحلفاء الدوليين لتعزيز العزلة الدبلوماسية للطرف الآخر.
وقد يسعى كل طرف إلى تحجيم الآخر عبر الهيئات الدولية، مع التركيز على الأزمات الاقتصادية والسياسية الداخلية.