حوارات و تقارير

خبراء يكشفون عن أهداف إسرائيل من إخلاء شمال غزة

أسماء صبحي 

في إطار التحولات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، اعتبر اللواء عادل العمدة، المستشار في الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية. ما يعرف بـ”خطة الجنرالات” التي يطالب حزب “الليكود” الإسرائيلي ورئيسه، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتنفيذها في المستقبل القريب، محاولة لإرساء واقع جيوسياسي وأمني جديد. وتأتي هذه الخطة في سياق مساعي إسرائيل لفرض سيطرة جغرافية وعسكرية على مناطق محددة، مما يشكل تهديدًا لتوازن القوى في المنطقة.

أهداف إسرائيل من إخلاء شمال غزة

أوضح اللواء العمدة، أن الهدف الأساسي لإسرائيل من هذه الخطة يتمثل في إخلاء شمال غزة والسيطرة عليه، وهو ما يعني فعليًا السيطرة على ما يقارب ثلث مساحة القطاع. وهذه الخطوة تهدف إلى تحويل تلك المنطقة إلى منطقة عسكرية بالكامل تحت سيطرة تل أبيب. مما يمنحها القدرة على التحكم الأمني الكامل في هذه المنطقة الحساسة.

وأضاف العمدة، أن الهجمات الجوية والمدفعية التي شنتها إسرائيل على مناطق بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا منذ السابع من أكتوبر كانت جزءًا من هذه الاستراتيجية. وقد نتج عن هذه العمليات نزوح جماعي للسكان من الشمال إلى الجنوب، مما سمح للقوات الإسرائيلية ببدء عمليات فصل الشمال عن الجنوب عبر الاقتحام البري.

كما أشار اللواء العمدة إلى أن هذه المحاولات الإسرائيلية بقيادة نتنياهو تهدف إلى تعطيل الجهود الدبلوماسية التي تقودها مصر بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، والتي تسعى إلى التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف. إلا أن تحقيق هذا الحل يتطلب انسحابًا إسرائيليًا كاملًا من قطاع غزة، وهو ما يبدو بعيد المنال في ظل السياسات الحالية.

جزء من الألعاب السياسية الإسرائيلية

في السياق نفسه، وصف اللواء محمد الغباري، المدير الأسبق لكلية الدفاع الوطني في الأكاديمية العسكرية، خطة “الليكود” بأنها جزء من الألعاب السياسية التي تمارسها إسرائيل. وأوضح أن الخطة ترتكز على مفاهيم تاريخية مستمدة من كتابهم المقدس، حيث لا يعتبر قطاع غزة جزءًا من “خريطة الملك داود”، وهو ما يفسر انسحاب أرئيل شارون من القطاع في عام 2005.

وأشار الغباري، إلى أن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب في غزة بهدف تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس، ولكن دون القضاء عليها بشكل نهائي. الهدف الأكبر لإسرائيل، وفقًا له، هو تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية، وهو ما ترفضه مصر رفضًا قاطعًا، كما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي شدد على موقف مصر الثابت في رفض أي تهجير للفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى