حوارات و تقارير

حين تتكلم الحضارة.. «المتحف الكبير» يفتح أبواب مصر نحو عصر سياحي جديد

أميرة جادو

لا صوت يعلو في مصر حالياً فوق صوت افتتاح المتحف المصري الكبير، إذ يعتبره قطاع واسع من المصريين «حدثاً تاريخياً فارقاً» ووجهة استثنائية لجذب مزيد من السائحين، وشهدت العاصمة المصرية خلال الساعات السابقة للافتتاح حالة تأهب غير مسبوقة، خاصة في المنطقة المحيطة بالمتحف غرب القاهرة لاستقبال الوفود المشاركة في الاحتفال.

حدث ينتظره المصريون

تتوقع مصر على المتحف الكبير في دعم استراتيجيتها السياحية خلال السنوات الست المقبلة، مستهدفة استقبال نحو 30 مليون سائح بحلول عام 2031 مقارنة بـ15 مليوناً في العام الماضي، كما أحدث المتحف نقلة نوعية في محيطه بالجيزة عبر تطوير شامل للبنية التحتية وتحسين المشهد العمراني في المنطقة.

تأثير اقتصادي وسياحي

وفي هذا الإطار، أكد الدكتور حسام هزاع، الخبير السياحي، أن المشروع سيحافظ على التوازن بين إيرادات ومصروفات العملة الأجنبية، موضحًا أن المتحف أسهم في تنشيط حركة السياحة ورفع أسعار الليالي الفندقية بالقاهرة وأسوان لأكثر من ألف دولار.

كما شدد “هزاع”، على أن هذا التطور غير مسبوق في الفنادق المصرية، متوقعًا زيادة كبيرة في أعداد السياح مستشهداً بارتفاع نسب الإشغال في شرم الشيخ إلى نحو 85% بعد فعالية سياسية كبرى شهدتها المدينة، وارتفاع أسعار الغرف إلى أربعة أضعاف.

توقعات بارتفاع أعداد الزوار

ومن جهته، يرى الدكتور محمد مصطفى القاضي، خبير التخطيط العمراني، عضو جمعية رجال الأعمال المصريين، أن المتحف سيجذب أكثر من 5 ملايين سائح سنوياً، مثمناً مشروعات الطرق والبنية التحتية.

كما توقع “القاضي”، استقبال نحو 15 ألف زائر يومياً، مقارنة بنحو 6 آلاف خلال التشغيل التجريبي.

صرح حضاري عالمي

والجدير بالإشارة يعتبر المتحف المصري الكبير أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم، وقد عبر كثير من المصريين عن فخرهم بهذا الإنجاز، واحتفل المئات خارج المتحف ليلة الافتتاح وسط أجواء وطنية مبهجة.

كما يضم المتحف نحو 100 ألف قطعة أثرية، من أبرزها المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون المعروضة لأول مرة بالكامل، إضافة إلى تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف، و«الدرج العظيم» المزين بالتماثيل الضخمة، وعمود مرنبتاح، ومتحف مراكب خوفو، ومعامل الترميم، والمسلة المعلقة التي يظهر على قاعدتها خرطوش رمسيس الثاني.

تصميم عالمي وتمويل ضخم

وفي السياق ذاته، فاز بتصميم المتحف مكتب «هينغهان بنغ» الإيرلندي، الذي استلهم فكرة كتلة المتحف من التقاء أشعة الشمس الآتية من قمم الأهرامات الثلاثة، كما بدأ تنفيذ المشروع عام 2005، وتم إنشاء أكبر مركز ترميم آثار بالشرق الأوسط عام 2006، وافتتاحه 2010.

وتعطل المشروع بعد أحداث 2011 ثم استؤنف العمل عام 2014، وكان مقررًا افتتاحه في 2020 لكن جائحة كورونا أجلت الافتتاح. وتبلغ تكلفة المشروع نحو ملياري دولار.

فخر وترقب عالمي

كما سبق وأكد عالم المصريات الدكتور زاهي حواس إن افتتاح المتحف «رسالة للعالم بأن مصر تصون تراثها، وسيضعها على قمة خريطة السياحة العالمية»، متوقعاً تحقيق عائدات تغطي تكاليفه الضخمة.

وأشاد “حواس”، بوعي المصريين الأثري الذي تجدد بفضل الحدث. وتستهدف مصر استقبال 30 مليون سائح بحلول 2031 بعد أن حققت 15.7 مليوناً في 2024.

والجدير بالذكر أن وسائل الإعلام والسلطات المصرية قد احتفت بالمتحف واصفة إياه بأنه «هدية مصر للعالم» و«فصل جديد في تاريخ الحضارة المصرية».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى