تاريخ ومزارات

عمر المختار أسطورة الصحراء الذي هزم الاحتلال بروحه وخلدته الأجيال

في الحادي عشر من سبتمبر عام 1931 وتحت سماء ليبيا الصافية التي شهدت صمود الرجال وتضحياتهم، أحاط الاحتلال الإيطالي بالشيخ المجاهد عمر المختار، قبل خمسة أيام فقط من لحظة ارتقائه إلى بارئه، ليختم بذلك رحلة حياة مليئة بالجهاد والكفاح.

من هو عمر المختار

رفع راية المقاومة، مؤمنا أن الحرية لا تحدها سنوات العمر، وأن الدفاع عن الوطن واجب في كل وقت، فقضى عشرين عاما يجوب الصحراء، يقود المعارك، يرهق قوى المحتل، ويزرع في قلوب الليبيين بذور الأمل بالنصر، حتى أصبحت خطواته ومعاركه صفحات مضيئة من البطولة والفداء تعتز بها ليبيا والعالم العربي بأسره.

دوّت كلماته الشهيرة نحن لا نستسلم ننتصر أو نموت كالرعد في أرجاء الصحراء، لتتحول إلى شعار خالد يلهب مشاعر الأحرار، واستمر المختار يقاتل ببسالة حتى وقع أسيرا بين أيديهم، فحاولوا بإعدامه ونشر صوره أن يكسروا عزيمة المقاومة، غير أن روحه بقيت حاضرة تبعث الحماس في النفوس جيلا بعد جيل.

وفي مذكرات القائد الإيطالي جراتسياني الذي أشرف على المستعمرات في ليبيا كتب عن لحظة وقوف المختار أمامه قائلا إنه حين دخل مكتبه شعر وكأنه يواجه ألف مرابط من الذين صمدوا في حروب الصحراء، فلم يكن مجرد رجل عادي، بل رمزا يحمل هيبة استثنائية رغم قسوة الأسر، يقف شامخا يجيب عن الأسئلة بهدوء وثبات وكأن النصر ما زال في جانبه.

ظل عمر المختار رمزا صلبا كالجبال، حمل وطنه في قلبه، وحوّل مقاومته إلى ملحمة خالدة ترويها الأجيال، فبقيت سيرته محفورة في الوجدان العربي تذكيرا دائما بأن الحرية لا تموت مهما طال ليل الاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى