الصناعات الإبداعية في البحرين.. كيف تدعم المملكة اقتصادها الثقافي؟
أسماء صبحي – في مواجهة التحدي الاقتصادي العالمي والاعتماد المستمر على قطاع النفط. تبنت البحرين استراتيجية طموحة تركز على الصناعات الإبداعية كرافعة محورية للتنويع الاقتصادي. ويشمل هذا التحول صناعات مثل الفنون المرئية والموسيقى، إنتاج الأفلام، التصميم، الألعاب الإلكترونية، وصناعة الأزياء. وتهدف المملكة إلى تحويل فكرة الثقافة إلى قيمة اقتصادية ملموسة تخلق فرص عمل وتفتح أسواقًا عالمية.
مسار تأسيس الصناعات الإبداعية
في قلب المشروع الوطني البحريني القائم على رؤية البحرين 2030. وبدعم من مجلس التنمية الاقتصادية (EDB) وصندوق تمكين. تم تأسيس إطار رسمي لدعم الابتكار والإبداع Tamkeen الذي تأسس عام 2006. واستطاع من خلال برامج التدريب والدعم المالي وإعانات الأجور والمشاريع تمكين المواطنين من إطلاق مشاريعهم الإبداعية وتحويل المواهب إلى مشروعات قابلة للاقتصاد.
كما تم دعم حاضنات ومسرعات الأعمال حيث تجاوز عددها 34 مركزًا حاليًا. وتشمل مجالات التصميم، الألعاب، الإعلام الرقمي، وغيرها. ومن أبرز الشركاء +973 Artisanat في مجال الأزياء، وAl Riwaq Art Space في الفنون البصرية. وD11 Gaming لمجال الألعاب الإلكترونية (tamkeen.bh).
الصناعات الإبداعية المدعومة
يشمل الدعم تطوير الألعاب، الرسومات الثلاثية الأبعاد، الذكاء الاصطناعي في الألعاب، والوسائط الرقمية. وتقدم تمكين تمويلًا تصل نسبته إلى 50% من تكاليف المشروع التشغيلية والتسويقية والمعدات بالإضافة إلى دعم التوظيف والتدريب .
كما يشمل الدعم إنتاج الأفلام والبرامج التلفزيونية والمسرحيات. حيث تدعم برامج تمكين المشاريع الإبداعية من الانطلاق والتصدير عبر التدريب وتحليل السوق والمساعدات المالية.
وتوفر أيضًا مراكز مثل Al Riwaq Art Space وStudio 244 فضاءات عرض ومبادرات تعليمية وتحضيرية للفنانين. لتطوير أعمالهم وتحقيق مشاركة محلية وإقليمية قوية.
وتدعم حلقات مثل “بيت الكرار” المكرس لإحياء تقنيات التطريز الذهبي التقليدي ضمن ألبسة معاصرة. ما يعزز الهوية الثقافية ويحفز الابتكار في التصميم المنتج محليًا .
البنية التحتية الثقافية
تلعب البنية التحتية الثقافية دورًا أساسيًا في صياغة الإستراتيجية الوطنية للثقافة والترويج للفنون. وتدعم مشاريع “الاستثمار في الثقافة” للشراكة مع القطاع الخاص في المراكز الثقافية والمهرجانات الفنية. وتسعى إلى تعزيز المواطنة والانفتاح الثقافي عبر أنشطة تشمل السينما والموسيقى والفنون والحوارات المجتمعية .
وافتتحت مملكة البحرين مسرح البحرين الوطني في المنامة عام 2012. وهو ثالث أكبر مسرح في الشرق الأوسط بسعة 1001 مقعدًا وفضاء تجريبي بسعة 150 شخصًا. واستضاف المرفق عروضًا دولية مثل Plácido Domingo والباليه الروسي ضمن مهرجان “ربيع الثقافة”.
أما مشروع Pearling Path في مدينة المحرق، المعلن كموقع تراث عالمي لدى اليونسكو عام 2012. فقد روج له ليس فقط بوصفه معلمًا تاريخيًا بل كمنصة للاقتصاد الثقافي. من خلال إعادة إحياء الحرف التقليدية والسياحة التراثية والمهرجانات الفنية المرتبطة بالإرث البحري واللؤلؤي.
مبادرات التعاون والشراكات الثقافية
في يناير 2025، أعلنت مؤسسة RAK الفنية عن تعاون جديد مع Creative Industry Summit. وهو أكبر منصة سنوية في المنطقة لدعم الاقتصاد الإبداعي. بهدف تعزيز التواصل وتبادل الخبرات ودعم الفنانين البحرينيين..وتأكيد ريادة البحرين في هذا المجال ضمن دول الخليج.
من جهة أخرى، يشارك العديد من الفنانين البحرينيين دوليًا عبر مشروع ArtBAB بتنظيم تمكين. الذي ساعد طيفًا واسعًا من الفنانين المحليين لعرض أعمالهم عالميًا وحقق مبيعات تجاوزت 605,000 دينار بحريني حتى 2018. في مدن مثل لندن وباريس وموسكو والهند.



