خبير سياسي: مصر ترسخ مكانتها الإقليمية بسياسة خارجية متزنة رغم تصاعد الصراعات

قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن السياسة الخارجية المصرية تتسم بدرجة عالية من الاعتدال والمصداقية، واستطاعت أن تثبت حضورها بقوة داخل محيطها الإقليمي، رغم التحديات والمخاطر المتزايدة التي تحيط بالمنطقة، خاصة بعد اندلاع الحرب في غزة وتداعياتها التي هددت أمن واستقرار الإقليم بالكامل.
وأوضح فهمي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان من أوائل من حذروا من نتائج التصعيد في بداية الأزمة، وتحدث بوضوح عن احتمال انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة، ومع تطور الاشتباك بين إيران وإسرائيل وتدخل الولايات المتحدة في مسار الأزمة، ظهرت دلائل واضحة تؤكد دقة هذه التوقعات بخصوص ما قد يحدث على مستوى الإقليم.
وأشار إلى أن السياسة الخارجية المصرية تعتمد على ثلاث ركائز أساسية، أولها الدبلوماسية الرئاسية التي يقودها الرئيس السيسي، وثانيها دور أجهزة المعلومات، بالإضافة إلى بعض المؤسسات الأخرى التي تسهم في رسم ملامح التوجهات العامة للدولة في هذا الملف.
وأكد أن توجيهات الرئيس تضع الإطار العام للبوصلة الاستراتيجية للسياسة الخارجية المصرية، والتي تقوم على مبدأ الاستقلال والمصداقية والتوازن، وترفض الانجرار إلى الصراعات الإقليمية رغم التوترات المستمرة، لافتاً إلى أن مصر لم تدخل في أي نزاع إقليمي، ما عزز من مكانتها ومصداقيتها أمام المجتمع الدولي.
وأوضح فهمي أن اليقظة التي تتمتع بها مؤسسات الدولة المعلوماتية والأمنية، إلى جانب التخطيط المحكم، ساهمت في بناء سياسة خارجية متزنة وواعية، تعتمد على الشراكة المتكافئة وتحقيق المصالح المشتركة، وهو ما جعل مصر محل احترام واسع النطاق إقليمياً ودولياً.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن السياسة الخارجية المصرية تمكنت من الحفاظ على قوتها وتأثيرها في محيط يعاني من صراعات واستقطابات حادة، رغم استمرار التصعيد العسكري من جانب إسرائيل، موضحاً أن هذا التوازن السياسي يعكس بوضوح عقلانية القيادة المصرية، وإدارة الدولة الذكية لهذا الملف الحيوي.



