تاريخ ومزارات

تل البلامون في الدقهلية: إرث حضاري يمتد من 2400 ق.م إلى العصر الروماني

أسماء صبحي – يقع تل البلامون المعروف تاريخيًا باسم “سمابهديت” أو “بيهوينامن” (جزيرة آمون)، في محافظة الدقهلية شمال دلتا النيل. ويعد هذا الموقع الأثري نموذجًا فريدًا على أهمية دلتا النيل في التاريخ المصري القديم. فقد كان ميناءً نهريًا يطل على أحد مصبات النيل قبل أن يتراجع موقعه بقربه من البحر بسبب رسوبيات دلتا النيل.

تاريخ تل البلامون

نشأ التل في مطلع حوالى 2400 ق.م، وازدهر خلال الدولة الحديثة. حيث أصبح يعرف بـ”جزيرة آمون” نسبة للإله آمون قبل عودة تسميته لمشوه ببنيامين أثناء الحكم اليوناني والروماني . وخلال العصر الرامسي شيد مجمع ضخم يضم معابد لملك نختنوف، بسامتيك الأول (الدولة الـ26)، وششنق الثالث. وتميز بهندسته الضخمة وكأنه قلعة معبدية محاطة بأسوار وأعمدة ضخمة .

استمر الاستيطان في التل حتى القرن السادس الميلادي. حيث تابع الناس العيش هناك خلال الحقبة الرومانية، مع بقايا طرق مرصوفة بأحجار جيرية تعود لذلك العصر .

أهم المعالم الأثرية

  • المعبد الرامسي: يحتوي المعبد على بوابة بطول 12 متراً، تزينها نقوش بارزة مكتوبة باليونانية والديموطيقية والمرطية. ويرتبط بالمعبد “دوموس” روماني يحافط على مبان قديمة. وقد شكلت القوى المصرية قيماً هندسية معمارية مميزة .
  • الأسوار والحصن: طوره الرومان ليصبح موقعًا دفاعيًا. وأحيط بسور حجري وطرقات مدعمة حجزت الدوموس والقدس المقدس في داخله .
  • مقابر النبلاء: بالقرب من المعبد كشفت الحفائر عن مقابر نخبوية. ومنها قبر الوزير إيكين من حوالي 900 ق.م، مما يدلل على أهمية المكان منذ عهد الأسرة الـ3.

الحفريات والترميم

بدأت أعمال التنقيب في التل عام 1991، وتولت عدة بعثات مصرية وأجنبية توثيق هذا الموقع. وعلى الرغم من تعرض أجزاء من التل للتآكل بفعل رسوبيات دلتا النيل. أظهرت أعمال الترميم والبحث العلمي حرصًا على الحفاظ على المخططات الأثرية وتاريخ الموقع .

يشكل تل البلامون حلقة وصل بين الدولة القديمة والعصر الروماني في دلتا مصر. كما يعكس العلاقة بين مصر والتقاليد اليونانية والرومانية. وقطاعه الأثري يعطي فرصة ثمينة للبحث الأثري ولعشاق التاريخ الذين يزورونه كأحد أقدم مواقع دلتا النيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى