تاريخ ومزارات

ليلة سقوط دمشق.. حكاية حصار المغول لعاصمة الشام على يد تيمورلنك

أميرة جادو

شهدت دمشق في عام 1401م حصارًا عنيفًا فرضه القائد المغولي تيمورلنك، بعدما رفضت حامية قلعة دمشق الاستسلام، رغم سقوط باقي المدينة تحت سيطرته، ورغم تعرض الحكم المملوكي لدمشق لفترات متقطعة بين 1300 و1401م، إلا أن القلعة ظلت تحت سيطرة المماليك حتى عام 1516م، حينما أصبحت سوريا تحت حكم الدولة العثمانية.

الهجوم المغولي ومقاومة أهل دمشق

شن المغول هجومًا ضاريًا على دمشق، وتمكنوا من اقتحام إحدى بواباتها، إلا أن الجنود وأهالي المدينة نجحوا في التصدي لهم، بل وتمكنوا من أسر عدد من الجنود المغول وقطع رؤوسهم. ومع اشتداد المعركة وعجز جيشه عن تحقيق اختراق حاسم، لجأ تيمورلنك إلى الحيلة للاستيلاء على المدينة.

أرسل القائد المغولي رسالة صلح إلى أهل دمشق، ووافقوا على إرسال القاضي ابن مفلح الحنبلي لمفاوضته. تعهد تيمورلنك بالانسحاب من المدينة مقابل دفع مليون دينار، وهو ما وافق عليه العلماء والأعيان بعد تجاهل رفض نائب قلعة دمشق لهذا الاتفاق، حيث تم جمع المبلغ المطلوب.

خدعة تيمورلنك ونهب دمشق

بعد تسليم الأموال، تظاهر تيمورلنك بالغضب ورفع المبلغ المطلوب إلى عشرة ملايين دينار. ومع مواجهة صعوبات كبيرة في تأمين هذا المبلغ، اضطر الأهالي إلى جمع الأموال الخاصة بالسلطان والأمراء. ومع ذلك، لم يكتفي القائد المغولي بذلك، بل فرض على الفقهاء إعداد خرائط تفصيلية للمدينة، مستغلًا هذه الفرصة لفتح الأبواب والتسلل إلى الداخل.

وأثناء تلك الأحداث، شهدت دمشق محادثة شهيرة بين تيمورلنك وابن خلدون، الذي كان متواجدًا في المدينة آنذاك. ولكن مع انكشاف الخديعة، أصبح الوقت قد فات لمنع سقوط المدينة، حيث تمكن المغول من السيطرة عليها بالكامل.

سقوط قلعة دمشق والمجزرة المروعة

مع دخول قوات تيمورلنك إلى المدينة، تحصن نائب قلعة دمشق برفقة أربعين مقاتلًا من المماليك داخل القلعة. استمر حصار القلعة تسعة وعشرين يومًا، تعرضت خلالها أسوارها لقصف مكثف. وفي النهاية، اضطر المدافعون إلى الاستسلام. ليتم إعدام جميع من تبقى منهم بقطع رؤوسهم، وبذلك أحكمت سيطرة المغول على دمشق، وسط دمار شامل ونهب ممنهج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى