حوارات و تقارير

الشارقة عاصمة الثقافة.. نموذج متفرد في المشهد الخليجي

أسماء صبحي – تعد إمارة الشارقة واحدة من أبرز النماذج الثقافية في منطقة الخليج. ليس فقط على المستوى الإماراتي بل أيضًا عربيًا وعالميًا. فقد استطاعت أن تجمع بين الحداثة وروح التراث، لتقدم تجربة ثقافية متكاملة تستحق أن تدرس وتحتذى.

ويأتي تميز الإمارة بفضل رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. الذي وضع الثقافة في صدارة أولويات التنمية المجتمعية.

الشارقة عاصمة الثقافة

لم يكن منح الإمارة ألقابًا مثل “عاصمة الثقافة العربية” لعام 1998 و”عاصمة الثقافة الإسلامية” لعام 2014 و”عاصمة عالمية للكتاب” لعام 2019 محض صدفة أو تكريمًا شكليًا. بل جاء نتيجة استراتيجية طويلة الأمد قامت على دعم الثقافة، وتعزيز الهوية. وتطوير البنية التحتية الثقافية من مكتبات، ومتاحف، ومراكز للفنون.

ففي الوقت الذي كانت فيه بعض العواصم الخليجية تركز على الجوانب الاقتصادية أو السياحية. اختارت الإمارة أن تبني شخصيتها حول القيمة المعرفية والرسالة الثقافية.

مشاريع ومؤسسات ثقافية رائدة

وتزخر الإمارة بعشرات المشاريع الثقافية النوعية التي جعلتها وجهة للباحثين والمثقفين من مختلف أنحاء العالم، ومن أبرز هذه المشاريع:

  • الجامعة القاسمية التي تمثل منارة علمية إسلامية.
  • بيت الشعر الذي يحتضن الإبداع الشعري الإماراتي والعربي.
  • معرض الشارقة الدولي للكتاب، أحد أكبر معارض الكتب في العالم من حيث الحضور والنشاط.
  • هيئة الشارقة للكتاب التي تعمل على الترويج للنشر والقراءة عربيًا وعالميًا.
  • مدينة الشارقة للنشر، أول منطقة حرة للنشر في العالم العربي.
  • متحف الشارقة للحضارة الإسلامية ومتاحف الفنون والآثار المنتشرة في الإمارة.

هذه المؤسسات لا تكتفي بالعرض والاحتفاء بالماضي. بل تعمل على صناعة الحاضر الثقافي وتشكيل المستقبل.

الهوية الثقافية الإماراتية

لم تحصر الإمارة نفسها في إطار محلي أو قومي ضيق. بل قدمت نفسها كمركز للحوار الثقافي بين الشعوب، واحتضنت فعاليات وملتقيات تعنى بالأدب، والمسرح، والفن التشكيلي، والتسامح الديني.

كما دعمت الترجمة والنشر وتكريس ثقافة الطفل من خلال مهرجان الشارقة القرائي للطفل. ومبادرات تشجيع القراءة في المدارس والمجتمع. وقد ساعد هذا النهج على تعزيز صورة الإمارات كدولة تحترم التنوع الثقافي وتسعى لنشر المعرفة بطرق مستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى