تاريخ ومزارات

من بناء عريق إلى معهد تعليمي راقٍ: تاريخ قصر الأميرة عفت حسن

قصر الأميرة عفت حسن الذي يقع في شارع الطلمبات، أو ما يعرف حاليًا باسم اتحاد المحامين العرب، كان ملكًا لعلي بك حسن علي فلفل، وكانت عفت حسن إسماعيل أول من استأجره بعد وفاتها. حيث تولت جامعة الدول العربية الاستئجار من ورثة المالك الثاني. وكان مقرًا للبحوث والدراسات العربية منذ عام 1935 وحتى اليوم.

يعود تاريخ قصر الأميرة عفت إلى عام 1915 عندما اشتراه  الدكتور أحمد مبروك جمعة من علي بك حسن بمبلغ 29 ألف جنيه. وكانت مساحته تبلغ 1162.65 متر مربع. وكان مكونًا من بدروم وطابق أرضي وطابقين علويين. بالإضافة إلى الحديقة والجراج والدكاكين المطلة على شارع قصر العيني.

بعد وفاةالدكتور ، تولى  شوكت الفار مهمة الوكالة عن ملاك العقار. وقام بتأجيره لحضرة الأمين العام لجامعة الدول العربية بغرض استخدامه كمعهد للبحوث والدراسات العربية أو كمكاتب للأمانة العامة مقابل مبلغ مائة جنيه. ولا تزال القيمة الإيجارية كما هي حتى اليوم.

حياة الأميرة عفت

تاريخ الأميرة عفت حسن وحياتها يمثلان قصة مثيرة وملهمة بالفعل. كانت الأميرة عفت حسن، كريمة الأمير حسن بن توفيق بن إسماعيل والأميرة خديجة ابنة محمد علي الصغير. وكانت إحدى الشقيقات بين عزيزة وبهيجة وزيبة، بالإضافة إلى شقيق واحد وهو الأمير عزيز.

شقيقتها زيبة كانت شخصية مثيرة للاهتمام أيضًا، فقد وصفها الأمير حسن بأنها كانت كتومة وحذرة وجميلة جدًا، وكان لديها قدرات روحية هائلة. حيث كانت تتنبأ ببعض الأحداث والمواقف بدقة شديدة. ومن بين تلك القصة التي تشير إلى تنبؤها بانتحار فتاة في السويد.

أما الأميرة عفت فكانت شخصية لطيفة وجميلة، كما وصفها الأمير حسن. حيث كانت تعيش في منزل يطل على نهر النيل في جانب من حدائق قصر شبرا. وكانت تستمتع بالاحتفالات الرائعة التي كانت تجري هناك، وكان لديها عازف موسيقي خاص يعزف لها الألحان الجميلة.

وعرفت الأميرة عفت بعطفها ورحمتها، حيث كانت تقدم المساعدة للمحتاجين واللاجئين، وكانت تحب الحيوانات وتهتم بها كثيرًا، حتى إنها كانت تشتري الحيوانات وتطلقها في حدائق قصرها في تركيا.

وكانت الأميرة عفت متعلمة ومتحدثة بست لغات، ولها مؤلفات ومقالات في الصحف الأجنبية، وكانت لديها مذكرات دقيقة تحكي عن أهم الأحداث العالمية والمصرية. قصة حياتها تعكس قيم العطف والجمال والعلمانية والرحمة التي كانت تمتلكها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى