باحثة في التراث تكشف تاريخ بناء “الأسبلة” في الدولة الإسلامية
أسماء صبحي
الأسبلة هي منشآت معمارية عمرانية كان لها دورها المهم في المجتمع الإسلامي. وكانت تعد عملاً من أعمال الخير والإحسان الغرض منه خدمة جماعة المسلمين. وكان الحكام من خلفاء وسلاطين وملوك، والأمراء وكذلك أثرياء المسلمين. ينشئون تلك الأسبلة تقربًا إلى الله تعالى، وأملاً في الثواب. وذلك بتوفير ماء الشرب للمارة في الطرقات حتى لا يتعرضوا للعطش أثناء ممارسة أنشطتهم وأعمالهم المختلفة.
الهدف من بناء الأسبلة
ومن جهتها، تقول أميمة حسين، الباحثة في التراث، إن الأسبلة كانت تبنى فى المناطق المزدحمة بالناس والبشر. مثل الأسواق والأحياء الكثيفة السكان وفي طرق الحج أو السفر لسقاية المسافرين. والسبيل عبارة عن مبنى يحتوي على ثلاثة طوابق:
- الطابق الأول: الصهريج عبارة عن بئر محفور في الأرض بها ماء الأمطار أو ماء النيل، يعلوه غطاء أو سقف من الرخام.
- الطابق الثاني: يرتفع عن سطح الأرض وتسمى حجرة التسبيل أو المزملة لتوزيع الماء على الراغبين.
- الطابق الثالث: يعلو حجرة التسبيل فهو الكُتاب أو المكتب. ليتعلم فيه أبناء المسلمين مبادئ القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن الكريم. وهي السمة المميزة للأسبلة في مصر.
من هو المزملاتي
وأضافت حسين، أن المزملاتي هو الشخص المسئول عن السبيل. والمعين من قبل منشئ السبيل برفع المياه من فتحة البئر بواسطة قنوات تجري تحت البلاط المصنوع من الحجر الصلب. وينتهي الماء إلى فتحات معدة لرفع الماء. حيث كان الماء يرفع من تلك الفتحات بواسطة كيزان مربوطة بسلاسل مثبته بقضبان النوافذ.
وعن طريقة التشغيل، أوضحت الخبيرة في التراث، أنها كانت تتم بواسطة بكرة فوق البئر محمولة على خشبه مربوط بها حبل. وكان بطرف الحبل سطل يرفع به المزملاتي الماء إلى القنوات الموجودة تحت بلاط المزملة فيجري إلى النوافذ القائمة عند فتحات القنوات. وكان طالب الماء يصعد على سلالم موجودة أسفل كل نافذة إلى حيث يجد الماء فيحصل على حاجته بالكوز.
وتابعت حسين: “يشترط في المزملاتى أن يكون نظيفاً في هيئته وشكله. يخلو من الأمراض المعدية، وأن يكون ذو مرؤة، ويتحلى بالصبر فى تعامله مع الناس. لافتةً إلى أن الرسامون والرحالة الذين زاروا مصر انبهروا بالأسبلة فرسموها وحكوا عنها الكثير والكثير.