حرب إيران وإسرائيل.. ما نعرفه عن الميديين؟

لا تزال الحرب بين إيران وجيش الاحتلال الإسرائيلي مستمرة، فيما تشير كتب التاريخ إلى أن لإيران، أو ما عرفت قديماً ببلاد فارس، ماضياً عريقاً يعود إلى عصور ما قبل الميلاد، ومن أبرز الفصول فيه ما يتعلق بقصة الميديين.
وكان الميديون من الشعوب الناطقة بالهندو-إيرانية، هاجروا من آسيا الوسطى نحو الغرب، واستقروا في شمال إيران أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد، وبحلول نهاية القرن السابع قبل الميلاد، أسسوا مملكة ميديا، المعروفة في الفارسية القديمة باسم “مادا”، واتخذوا من جبال زاجروس موطناً لهم.
قبائل توحدها الثقافة
ووفقًا لما أورده موقع worldhistory.org، فإن شح السجلات المكتوبة حول الجماعات التي هاجرت من آسيا الوسطى خلال العصر البرونزي المتأخر يجعل من الصعب تحديد ما كانوا يطلقونه على أنفسهم.
و”الميديون” هو الاسم اليوناني الذي أصبح يطلق لاحقاً على سكان الإمبراطورية الأخمينية، غير أن الميديين الأصليين لم يكونوا دولة موحدة منذ البدء، بل تجمعاً من القبائل والعشائر في شمال زاجروس، ارتبطوا بروابط لغوية وثقافية أكثر من أي تنظيم سياسي موحد.
وخلال القرن الثامن قبل الميلاد، بدأت تلك القبائل في التوحد لمواجهة التهديدات الخارجية، خاصة من الآشوريين شرقاً، والأورارتيين والسكيثيين شمالاً.
من قوة قبلية إلى إمبراطورية مهيبة
تعتمد دراسة تاريخ الميديين على مصدرين رئيسيين: النقوش الآشورية التي تعتبر معاصرة، وتاريخ المؤرخ الإغريقي هيرودوت الذي كتب لاحقًا.
وعلى الرغم من التفاوت الزمني، يتفق المصدران على وصف الميديين بأنهم فرسان ومحاربون أشداء، تمكنوا من الحفاظ على استقلالهم ومهاجمة القوى العظمى آنذاك، متوسعين حتى وسط بلاد الرافدين وشرق الأناضول وغرب إيران.
وتحولت ميديا إلى قوة عظمى عام 612 قبل الميلاد بعد مشاركتها الفعالة في إسقاط الإمبراطورية الآشورية الحديثة، غير أن مجدها بدأ بالأفول في عام 549 ق.م، حين هزم كورش الثاني، ملك أنشان الفارسي، آخر ملوك الميديين إشتوفيجو.
وبالرغم من اندماج الميديين في الإمبراطورية الأخمينية، إلا أن المؤرخين ظلوا يستخدمون مصطلح “الميديين” للإشارة إلى الفرس لقرون لاحقة، لما ارتبط به الاسم من هيبة وقوة.
كما تشير الأدلة الأثرية إلى أن المنطقة الشمالية من زاجروس كانت مأهولة منذ العصر الحجري الحديث، بسكان بدائيين يعيشون في الكهوف والملاجئ المؤقتة.
وبحلول الألفية الثامنة قبل الميلاد، بدأت تظهر المستوطنات الزراعية، حيث تم إنتاج أولى التماثيل الطينية، والفخار الملون، والأدوات الحجرية، مما يشير إلى تطور حضاري تدريجي مهد لقيام إمبراطوريات كبرى مثل ميديا.