تاريخ ومزارات

جبل مدر في محافظة الوسطى العمانية: شاهد على التاريخ والطبيعة

أسماء صبحي – تعد سلطنة عمان واحدة من الدول العربية الغنية بالمواقع الطبيعية والتاريخية. وتحديدًا محافظة الوسطى التي تعتبر جسرًا جغرافيًا يربط شمال السلطنة بجنوبها. وفي قلب هذه المحافظة يقع جبل مدر أحد الكنوز الطبيعية والأثرية التي لم تنل بعد نصيبها الكافي من الاهتمام الإعلامي أو السياحي على الرغم من أهميته البالغة على الصعيدين الجيولوجي والتاريخي.

أهمية جبل مدر

يقع الجبل في ولاية الجازر التابعة لمحافظة الوسطى، وتحديدًا بالقرب من الساحل المطل على بحر العرب. ويتمتع الجبل بموقع استراتيجي فريد يجمع بين الطبيعة الصحراوية والبيئة الساحلية. ما يجعله مقصدًا مثاليًا لهواة المغامرات والباحثين في علوم الجيولوجيا والآثار على حد سواء.

ويتميز الجبل بتكويناته الصخرية النادرة والتي تعود إلى عشرات الملايين من السنين. وتعد مرآة واضحة لتاريخ الأرض وتحولاتها. وتقدم الطبقات الرسوبية المتعاقبة التي تغطي أجزاء واسعة من الجبل أدلة مهمة على تغيرات مناخية وجيولوجية مرت بها شبه الجزيرة العربية وتحديدًا عُمان. كما يعد الموقع غنيًا بالحفريات والأحافير التي تستخدم كمؤشرات على الحياة القديمة في المنطقة.

دلائل أثرية

إلى جانب طابعه الجيولوجي، فإن الجبل يحتوي على مؤشرات أثرية تشير إلى أن الإنسان سكن هذه المنطقة منذ آلاف السنين. فقد تم العثور في محيط الجبل على أدوات حجرية بدائية، ونقوش صخرية يرجح أنها تعود إلى العصور الحجرية. كما يدل على أن هذه البقعة كانت مأهولة وربما كانت محطة مهمة في طرق القوافل التجارية القديمة.

وحول الأهمية التاريخية للجبل، قال الدكتور سالم بن ناصر الحارثي، الباحث العماني المتخصص في علم الآثار، إن جبل مدر يعد موقعًا ذا قيمة علمية وتاريخية. إذ تكشف الطبقات الصخرية المحيطة به عن تغيرات مناخية وجيولوجية نادرة في شبه الجزيرة العربية. بالإضافة إلى وجود مؤشرات على نشاط بشري قديم في المنطقة. ما يجعله مرشحًا ليكون محمية طبيعية وأثرية في المستقبل.

وتعمل وزارة التراث والسياحة العمانية على تطوير خارطة للمواقع التراثية والسياحية تشمل مناطق غير معروفة على نطاق واسع مثل جبل مدر. وهناك نية لإدخال المنطقة ضمن برامج السياحة الجيولوجية المستدامة. والتي تمكن الزوار من التعرف على الطبيعة والتاريخ العماني في آن واحد مع الحفاظ على البيئة والموارد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى