قبائل و عائلات

الشيخ صقر بن سلطان الشامسي: رمز القيادة والحكمة في تاريخ البريمي

أسماء صبحي – تعد ولاية البريمي في سلطنة عمان من المناطق التي أنجبت شخصيات كان لها دور مهم في صياغة تاريخ المنطقة. خاصةً خلال فترات التغيرات السياسية والصراعات الحدودية. ومن بين هذه الشخصيات البارزة، يبرز اسم الشيخ صقر بن سلطان الشامسي، الذي لعب دورًا محوريًا في الدفاع عن البريمي. وقيادة مجتمعه بحنكة وشجاعة في زمنٍ اتسم بالتحديات والتحولات.

نسب الشيخ صقر بن سلطان

ينتمي الشيخ صقر إلى قبيلة الشوامس، وهي من القبائل العربية العريقة التي سكنت منطقة البريمي لقرون. وولد في بدايات القرن العشرين، ونشأ في بيئة بدوية يغلب عليها الطابع القبلي والتقاليد الصارمة، ما ساهم في صقل شخصيته القيادية مبكرًا. حيث تلقى تعليمه على يد كبار مشايخ القبائل، وتعلّم الفروسية وفنون القيادة.

لعب الشيخ صقر دورًا حاسمًا خلال أزمة البريمي في خمسينيات القرن الماضي. وهي الأزمة التي اندلعت بسبب النزاع الإقليمي بين سلطنة عمان، المملكة العربية السعودية. وإمارات الساحل المتصالح (الإمارات لاحقًا).

وقف الشيخ صقر إلى جانب السيادة العمانية. وكان من أبرز من نظموا مقاومة سلمية وشعبية ضد محاولات السيطرة الأجنبية.

القيادة الاجتماعية والتأثير المحلي

لم يقتصر دوره على السياسة فقط، بل كان زعيمًا اجتماعيًا ذا تأثير قوي، حيث تولى حل النزاعات بين القبائل. وساهم في ترسيخ قيم التماسك الاجتماعي والعدل المحلي. كما يروى عنه أنه كان حريصًا على تحقيق الصلح في الخلافات، ويؤمن بأن استقرار البريمي يبدأ من داخل مجتمعها.

وقال الكتور سالم العزيزي، أستاذ التاريخ بجامعة نزوى، إن الشيخ صقر بن سلطان الشامسي يعد من أوائل الرموز الوطنية في منطقة البريمي الذين أدركوا أبعاد الصراعات الإقليمية. واستطاعوا بحنكتهم الحفاظ على هوية المنطقة وعروبتها في مواجهة أطماع خارجية.

اليوم، لا يزال اسم الشيخ صقر حاضرًا في ذاكرة أهل البريمي. وتذكر مواقفه في المجالس واللقاءات التراثية، كرمزٍ للشجاعة والوطنية. وقد أطلقت باسمه عدد من الفعاليات الثقافية. كما تدرس شخصيته في بعض البحوث الجامعية التي تتناول تاريخ النزاعات الحدودية في الخليج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى