وطنيات

الشيخ محمد الفقي: أسطورة الصيادين وبطل المقاومة في بورسعيد

أسماء صبحي – تعد مدينة بورسعيد رمزًا للنضال الوطني المصري، حيث شهدت العديد من البطولات لشخصيات تركت بصماتها في تاريخ البلاد، ومن بين هؤلاء، يبرز اسم الشيخ محمد الفقي، الذي لعب دورًا محوريًا في دعم الصيادين والمقاومة الشعبية خلال فترات العدوان على مصر.

دور الشيخ محمد الفقي في خدمة الصيادين

ولد الفقي عام 1917 في بورسعيد، ونشأ في بيئة بحرية جعلته قريبًا من مجتمع الصيادين. ورغم أميته، كرس حياته لخدمة الصيادين فأنشأ جمعيات تعاونية. كما أسهم في تأسيس الاتحاد التعاوني للثروة المائية عام 196 الذي يضم 92 جمعية تعاونية لصائدي الأسماك على مستوى الجمهورية. وبفضل جهوده، حصل الصيادون على إعفاءات جمركية وتسهيلات ضريبية مما ساهم في تحسين أوضاعهم المعيشية.

توطدت علاقة الفقي بالرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات. وفي فترة ملاحقته من قبل البوليس السياسي، لجأ السادات إلى الشيخ الفقي الذي آواه في بحيرة المنزلة، مما أسس لعلاقة قوية بينهما. وبعد توليه الرئاسة كان السادات يحرص على وجود الفقي في مقدمة مستقبليه خلال زياراته لبورسعيد. ويصطحبه في جولاته بالمدينة تقديرًا لدوره الوطني البارز.

دوره خلال العدوان الثلاثي والنكسة

خلال العدوان الثلاثي عام 1956، لعب الشيخ الفقي دورًا مهمًا في تنظيم المقاومة الشعبية ببورسعيد. حيث كانت ميناء الصيد مركزًا لنشاط الفدائيين. وفي نكسة 1967، قام بإرسال مراكب الصيد من ميناء بورسعيد إلى سواحل سيناء. مما أسهم في إنقاذ حوالي 17,000 ضابط وجندي مصري كانوا عالقين بعد الانسحاب العشوائي.

توفي الشيخ الفقي عام 1987، لكن إرثه لا يزال حاضرًا في ذاكرة بورسعيد ومجتمع الصيادين. ويذكر أن ميناء الصيد في بورسعيد يطلق عليه أحيانًا “ميناء الفقي” تكريمًا لجهوده. كما أسس رابطة مشجعي النادي المصري عام 1960، كأول رابطة مشجعين تُشهر رسميًا في مصر. مما يعكس تنوع إسهاماته في المجتمع البورسعيدي.

ويقول المؤرخ عبد الرحمن زكي، الذي وثق تاريخ بورسعيد، إن الشيخ محمد الفقي كان نموذجًا فريدًا للقيادة الشعبية. حيث جمع بين خدمة مجتمعه المحلي ودعمه للمقاومة الوطنية مما جعله رمزًا للنضال والتفاني في مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى